.................................................................................................
______________________________________________________
وذكر الشيخ أخبارا دالة على الجواز على القطن والكتان والثوب ، وليس فيها واحد نقى. وحمل البعض على التقية لما مر في صحيحة على (١) والبعض على الضرورة لخبر منصور بن حازم (٢) والشهرة مؤيدة.
فمذهب السيد بالجواز بعيد ، مع ان له مذهبا آخر موافقا للشهرة ، فهما جيدان.
ووقع الاختلاف فيها أيضا في نفخ موضع السجود (٣) ومسح التراب عن الجبهة في الصلاة (٤) والجمع بالكراهة والجواز أحسن.
وكذا يندفع اختلاف الاخبار ـ في وضع الأنف على ما يصح السجود عليه ـ بالحمل على الاستحباب ، لصحيحة زرارة قال : قال أبو جعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله : السجود على سبعة أعظم : الجبهة ، واليدين ، والركبتين ، والإبهامين من الرجلين. وترغم بأنفك إرغاما : أما الفرض فهذه السبعة ، واما الإرغام بالأنف فسنة من النبي (ص) (٥) وفي الاخبار المتقدمة أيضا دلالة عليه : حيث وقع الاكتفاء في السجود بجزء ما بين القصاص والحاجب ، ومثل قوله عليه السلام : وليس على الأنف سجدة (٦) وان الجبهة إلى الأنف ، أي ذلك أصبت به الأرض في السجود أجزأك والسجود عليه كله أفضل (٧) : فحمل ما يدل على وضع الأنف أيضا ، على الاستحباب لما مر. ويحتمل ان يكون ذلك أيضا مراد السيد ، الله يعلم.
فعلم بما سبق : ان وضع الجبهة كلها مع الأنف ـ بوضع طرف الأعلى ، على ما نقل عن السيد ـ اولى : ثم دونه الجبهة ، ودونه مقدار الدرهم.
__________________
(١) الوسائل باب ٣ من أبواب ما يسجد عليه حديث ـ ١ ـ ٢.
(٢) الوسائل باب ٤ من أبواب ما يسجد عليه حديث ـ ٧.
(٣) الوسائل باب ٧ من أبواب السجود ، فراجع.
(٤) الوسائل باب ١٨ من أبواب السجود ، فراجع.
(٥) الوسائل باب ٤ من أبواب السجود حديث ـ ٢.
(٦) الوسائل باب ٤ من أبواب السجود حديث ـ ١ ـ وفيه (السجود) بدل سجدة.
(٧) الوسائل باب ٩ من أبواب السجود حديث ـ ٣.