الا ان تغرب الشمس بمنى.
______________________________________________________
الليل بعد النفر الأوَّل فبتّ بمنى فليس لك ان تخرج منها حتّى تصبح (١).
وامّا شرط الاتقاء من الصيد والنساء فلا ارى له دليلا صالحا لأنّ الآية الكريمة (٢) مجملة وقابلة للمعاني فإنّه يحتمل ان يكون معناها من نفر من النفر الأوّل أو الثاني فلا اثم عليه يعني لمّا أتى بأفعال الحج كلّها ما بقي عليه ذنب سواء نفر في الأوّل أو الثاني وحينئذ لا يتعلق به (لمن اتّقى) ولا يقيّده (ولا يفيده خ ل) بقيد المراد فيحتمل ان يكون معناه كون الحج كذلك مكفرا للذنوب كلّها لمن اتّقى في الحج جميع ما نهى الله عنه.
أو أنّه ينتفع بذلك من اتّقى في بقيّة عمره إذ لو ارتكب المعاصي فلا يخلصه محو الذنوب المتقدمة بسبب الحج.
واليه أشار في رواية في الكافي عن ابى عبد الله عليه السّلام (في حديث) ومنهم من غفر الله له ما تقدم من ذنبه وقيل له : أحسن فيما بقي من عمرك وذلك قوله عزّ وجلّ (فَمَنْ تَعَجَّلَ) الآية (٣).
أو انّ ذلك للمتّقين يعنى شيعة أهل البيت ، كما نقل في الكافي.
في رواية إسماعيل بن نجيح الرياح ، عن ابى عبد الله عليه السّلام ، قال : كنّا عند أبي عبد الله عليه السّلام بمنى ليلة من الليالي ، فقال : ما يقول هؤلاء فيمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه؟ قلنا : لا (ما خ) ندري ، قال : بلى يقولون : من تعجل من أهل البادية فلا اثم عليه ومن تأخر من أهل الحضر فلا اثم عليه وليس كما يقولون قال الله جل ثنائه : فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ألا لا إثم
__________________
(١) الوسائل الباب ١٠ من أبواب العود إلى منى الرواية ٢.
(٢) البقرة : ٢٠٣.
(٣) الوسائل الباب ١٨ من أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة الرواية ١ هذه قطعة من الرواية نقلها في الوسائل عن الكافي عن سفيان بن عيبنة وتمامها «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ» يعنى من مات قبل ان يمضي فلا اثم عليه ومن تأخّر فلا اثم عليه لمن اتّقى الكبائر (الرواية)