.................................................................................................
______________________________________________________
ورواية محمد بن مسلم (فيه أيضا) عن أبي جعفر عليه السّلام قال : لا ينبغي للرّجل ان يقيم بمكة سنة قلت : كيف يصنع؟ قال : يتحوّل عنها ولا ينبغي لأحد ان يرفع البناء (بناء خ ل) فوق (بناء ظ) الكعبة (١).
فهذه تدل على الكراهة سنة دون الأقل لو خرج عنها زمانا يعتدّ به ثمّ عاد وهكذا دائما يخرج عن الكراهة على تقديرها فتأمل ولعدم الكراهة سنة بل سنتين وثلثا مؤيد سيجيء في شرح قوله : والطواف للمجاور أفضل.
ورواية داود الرقى عن ابى عبد الله عليه السّلام انه قال : إذا فرغت من نسكك فارجع فإنّه أشوق لك الى الرّجوع (٢).
وهذه أيضا تدل على الكراهة في الجملة وعلة أخرى لها فلو كان الشوق دائما لم يكره.
وهذه مع عدم الصّحة ليست بصريحة في الكراهة مطلقا فلا تعارض الأخبار الكثيرة الصريحة في الثواب العظيم للكون بها كما تقدم وسيجيء.
ويمكن حملها على الكراهة بمعنى انّ الرواح والمجيء إليها أفضل من المجاورة للعلة المتقدمة وللمشقة الموجبة لافضليّة العبادة وهو معلوم عقلا ونقلا وموجود في الرواية الآتية أيضا في آخر رواية أبي جعفر عليه الصلاة والسلام جمعا بين الأدلة وقد صرح به في الرواية الآتية ويمكن حمل كلام الأصحاب المشهور بالكراهة عليه لما مرّ وهذا وجه حسن للجمع بين الاخبار.
ويحتمل الكراهة للحاج الذين سبب لتضيّق أهل مكة في المعاش والمكان والذين يضرون بحال أهلها وأهلهم وحالهم في أوطانهم.
__________________
(١) الوسائل الباب ١٦ من أبواب مقدمات الطواف الرواية ٥.
(٢) الوسائل الباب ١٦ من أبواب مقدمات الطواف الرواية ٧.