ولكن هذا الكتاب مكتوب برطانة ، دفعت براموزيو إلى القول بأنه ، حتى بالنسبة لأبناء ذلك العصر ، من اللازم القيام بنقله إلى لغة سليمة. وقد بذل جهدا ، كما قال هو نفسه ، في جعله صالحا للقراءة وذلك مع كل الأمانة الممكنة.
وقد كان من الممكن نشر مخطوط المكتبة الإيطالية في روما منذ زمن طويل نوعا ما لولا أن الأحداث العالمية (٧) اعترضت سبيل ذلك. وقد عهدت وزارة التعليم العام بهذه المهمة لأكثر الأشخاص كفاءة في هذا المضمار ، وهي السيدة آنجيلا كودازّي ، أستاذة التاريخ والجغرافيا الشهيرة في جامعة ميلانو. وأفردت السيدة كودازي «لجان ليون» مقالة رائعة في الموسوعة الإيطالية للعلم والأدب والفن (روما ١٩٣٣ ، المجلد ٢٠ ص ٨٩٩). وتنوي هذه الأستاذة قريبا نشر هذا المخطوط ، مع شروح ستكون بالتأكيد جزيلة الفائدة ، سواء لسعة اطلاع المؤلفة أو بسبب الوثائق التي تستطيع الحصول عليها محليا ، لأن ليون كتب كتابه في روما لقرائه الطليان في عام ١٥٢٦ (م) (٨).
ولقد انتظرنا طويلا نشر المخطوط لتقديم ترجمته وليس ترجمة نص راموزيو. ولكننا لاحظنا أن النص الأخير مكتوب بلغة إيطالية سهلة جدا تتواءم مع نقل يكاد يكون حرفيا إلى الفرنسية. فإذا أخذنا فقرة من نص المخطوط وعملنا على تفسيرها بلغة فرنسية مفهومة ، فإننا نحصل بالضبط على نفس النتيجة التي نحصل عليها من ترجمة مباشرة لنفس الفقرة من نص راموزيو. إذن ليس هناك كبير فائدة من وراء استخدام نص المخطوط. غير أن راموزيو من طرف ، والناسخ من طرف آخر ، قد ارتكبا أخطاء في قراءة الأصل الذي استندا عليه ، وهي أخطاء تختلف في نوعها ، وتسمح الموازنة بين النسختين بتصحيح عدد لا بأس به من هذه الأخطاء. وقد استطعنا ، بفضل التلطف الكبير الذي أظهرته السيدة آنجيلا كودازّى ، أن نقابل بين نسختي المكتبة الوطنية في روما ، وأصبح في إمكاننا أن نقدم التصويبات على نسخة راموزيو ، والتي تبدو في أنظارنا جوهرية.
ونود أن نؤكد للسيدة كودازى كل عرفاننا. ونحن مقتنعون أن عملها لن يكون عبارة عن تكرار لعملنا هذا ، بل على العكس سيكمله بصورة مفيدة ، إذ سيقدم الأول التوثيق الإيطالي ، في حين يوفر الآخر التوثيق الإفريقي.
__________________
(٧) تقصد بذلك الحربين العالميتين الأولى والثانية (المترجم).
(٨) ٩٢٤ ه.