إلى بلاد السودان حيث يستعمل عطرا رفيعا. ولا حاجة لحرقه أو لتسخينه لأنه إذا وضع في حجرة ، فهو ينشر فيها نفس الرائحة بأية طريقة كانت (١١٥). ويساوي حمل جمل من السرغينة في موريتانيا مبلغ دينار ونصف ، وثمن نفس الحمل أو الوسق في بلاد السودان ثمانون أو مائة دينار ، وأحيانا أكثر من ذلك.
القتاد
وهو نبات له جذر شديد السمّية حتى ان درهما (١١٦) من ماء مقطر من هذا الجذر يحوي من السم ما يكفي لقتل رجل في خلال ساعة واحدة. وهذا شيء معروف في كل افريقيا ، حتى لدى النسوة (١١٧).
السرمق
وهو أيضا جذر نبات ينمو في الجزء الغربي من جبال الأطلس. واستنادا إلى ما يتناقله الناس فإن له خاصة تقوية العضو الجنسي لدى الرجل ويسمح بتعدّد عملية الجماع لدى من يأخذ شيئا منه في قليل من لعوق. ويؤكدون أيضا انه إذا ما تبوّل رجل صدفة فوق هذا الجذر فإنه يشعر فورا بالانتصاب. ولا أريد ان أسكت أبدا عما يرويه كل سكان جبل الاطلس. فيقولون أنه شوهد الكثير من الشابات ، من بين اللواتي يرعين ماشيتهن في الجبل ، وقد فقدن عرضيا بكارتهن لأنهن تبولن فوق ذلك الجذر. وقد أجبت على الذين قصّوا عليّ ذلك مازحا : انني أصدّق تماما ما قالوه لي عن هذا الجذر وأن تلك الشابّات أصبن بتسمم شديد بفعله حتى انهن لم يفقدن بكارتهن فحسب بل انتشى منه وانتفخ كل جسمهن (١١٨).
__________________
(١١٥) ويقول ابن بطوطة ان السود يتجرون به والمقصود به Corrigiala Telephi : fiola : ـ pourr وبالبربرية تاسرغنت ، وبالعربية سرغينة والذي يجنى من منطقة شلاله في الجزائر لتحضير عطر عن طريق التبخير. اما فيما يتعلق باستعماله حاليا في المغرب الاقصى ، فيمكن قراءة بحث «مساهمة لدراسة العطارة المغربية بقلم صباح سولومون. اطروحة في الصيدلية سترا سبورج ١٩٤٨ ص ٦٥ ـ ٦٦.
(١١٦) ٥ ، ٣ غرامات.
(١١٧) القتاد هو شوك ذودبق Atractylis gummifera يحوي جذره العطري عنصرا ساما انظر : شارنو علم السّميات في المغرب الاقصى ، مذكرة جمعية العلوم الوطنية في المغرب ، ج ـ ٤٧.
(١١٨) السرمق هو نوع من البقلةAtriplex dimorphostegiur ونجد صدى لهذه المعتقدات الشعبية في اسمين عاميين يطلقان على هذه النبتة في المغرب.