امرأة ، إنما يطلب ذلك من الروح بامتثال كبير وتواضع. وعند ما يحصل على الجواب المطلوب يترك هدية للشيطان وينطلق لشأنه. ولكن الناس الذين يجمعون إلى جانب الشرف بعض الثقافة والخبرة في أمور الحياة يسمون تلك النسوة السحاقات. وفي الحقيقة إنهن يتصفن بتلك العادة الملعونة لأنهن يستعملن المساحقة بعضهن مع بعض ، وهذا ما أعجز عن التعبير عنه بعبارة اكثر حشمة. وإذا وجدت امرأة جميلة بين اللواتي يأتين لاستشارتهن ، فإنهن يتولعن بها ، كما يعشق شاب فتاة فاتنة ، ويطلبن منها ـ متظاهرات بأن الشيطان هو الذي يتكلم ـ أن تقبلها العرافة قبلة عميقة في مقابل هذه الاستشارة. والمرأة التي تقبل أن تدخل السرور لنفس الشيطان تقبل ذلك غالبا. ويطلب من النساء اللواتي ينشرحن لهذه الممارسة من العرافات الدخول في حرفتهن. فيصطنعن المرض ويستدعين إحداهن ، وغالبا ما يقوم الزوج المخبول بهذه المهمة. وهنا تفصح المرأة عن رغبتها للعرافة التي تقول حينئذ للزوج بأن شيطانا تسلل إلى جسد زوجته ، وإذا كان يحرص على صحة زوجته فما عليه إلى أن يسمح لها بأن تنتسب إلى حرفة العرافات وأن تعمل معهن بحرية. ويصدق الزوج «الثور» ذلك ويرتضيه ، وإمعانا في حمقه يصنع وليمة فخمة لكل المحترفات في هذه المهنة. وبعد تناول الطعام تندفع كل واحدة منهن إلى الرقص ويحتفلن بذلك على أنغام جوقة من الزنوج ، وبعدئذ يترك الرجل زوجته لتفعل ما تشاء. ولكن هناك بعض الأزواج الذين يقومون بطرد الأرواح من نسائهن على قرع ضربات العصي الشديدة. وقد يتظاهر بعضهن بأن فيه هو نفسه مسا من الشيطان فيستولي على العرافة مثلما سبق لها أن استولت على زوجته.
السحرة
هذا وهناك نوع آخر من العرافين الذين يدعون بالمعزّمين ، أي السحرة ، الذين يعتبرون قادرين على إنقاذ الذين اعتراهم مس ، نظرا إلى أنهم يفلحون في ذلك أحيانا ، وإذا عجزوا عن ذلك ادعوا أن الشيطان كافر أو أن الأمر يتعلق بروح سماوية. ويمارس التعزيم بالطريقة التالية : يكتبون في البداية بعض الحروف ، ثم يرسمون دوائر فوق تنور أو فوق أي شيء آخر ، ثم يرسم على جبين الممسوس ، أو فوق يده بعض الإشارات ، ثم يعطرونه بمختلف الروائح. ويعمد بعد ذلك الساحر إلى صنع الرقية ويسأل الروح عن كيفية دخوله الجسد ، ومن أين جاء ، ومن هو ، وما اسمه. وأخيرا يطلب منه الذهاب. وهناك أيضا صنف آخر من الناس الذين يعملون حسب قاعدة تدعى الزيرجة ، أي