شيء يماثله لأن شريعة محمد لا تبيح ذلك. وعند ما يستقر الملك في البوادي يبدأ بتشييد سور الحي الملكي الكبير في وسط المعسكر. ويتألف هذا السور من قماش (٢٣٦) مصنوع على هيئة اسوار قصر مع شرفات صغيرة. ويكون مربع الشكل ويكون طول كل ضلع خمسين ذراعا (٢٣٧). ويقام عند كلّ زاوية برج صغير له شرفاته وسقفه. ويعلو كل برج صغير كرة بديعة تبدو كأنها من الذهب. ولهذا السور القماشي اربعة ابواب يقف عند كل منها حارس من الخصيان. وتنصب الخيام في داخل السور. وتنصب الخيمة التي ينام فيها الملك وتطوى بسهولة كبيرة. وتنصب خيام الضباط وبطانة الملك من المقربين حول السور. وتنصب حول الخيام المذكورة خيام الكستوديين وتكون هذه من جلود الماعز كخيام العرب. ويقام في وسط المخيم تقريبا عنبر المؤن والمطبخ ومقصف خدم الملك وذلك في خيام فسيحة. وتوجد على مسافة غير بعيدة عنها خيام الخيالة الخفيفة الذين يأكلون في مطعم الملك ، ولكن بطريقة خشنة للغاية ويقع الاسطبل بعيدا نوعا ما ويتألف من مهاجع ترصف فيها الخيول بنظام ، واحد بجانب الآخر
ويخيم بغالة القافلة الملكية في خارج المعسكر. وهناك تقام دكاكين الجزارين والعقادين وكذلك باعة اللحم القديد. وينصب التجار والصناع الذين يتبعون الجيش خيامهم إلى جانب خيام البغالة.
وهكذا يبدو المعسكر الملكي بعد استقراره كأنه مدينة حقيقية حيث تقوم خيام الكستوديين فيه بدور الأسوار ، لأن هذه الخيام متلاحمة ، بحيث لا يمكن النفوذ لداخل المعسكر إلا من ممرات معينة. وتقوم الحراسة طول الليل حول السور الملكي ، ويتألف الحرس من أناس من أصل وضيع ولا يحمل أي منهم سلاحا. كما يقام حرس حول الاصطبلات. غير أنه نظرا لغفلة الحراس وكسلهم ، لم يحدث أن سرقت خيول فحسب بل عثر كذلك في داخل السور على خصوم تسللوا إليه لاغتيال الملك. ويمضي الملك العام كله تقريبا في الأرياف ، وذلك لحراسة مملكثه ، وللسهر على طمأنينتها ، ولتوثيق عرى الصداقة مع رعاياه العرب. ويتسلى الملك أحيانا بالصيد أو بلعب الشطرنج.
__________________
(٢٣٦) ويدعى بالبربرية عفرق.
(٢٣٧) حوالي ٣٥ مترا.