المرض الافرنجى كالايطاليين ، وكذلك الحال في مصر وفي بلاد الشام ، وقد أدى هذا المرض إلى كثير من الكوارث ، ولا سيما في مملكة تونس (٢٢٢).
وهناك عدد من الناس المصابين بمرض الخاصرة (٢٢٣)
وقليل من الناس في بلاد البربر يشكون في المرض الذي يسميه اللاتين الهرني hernie (الفتاق). ولكن الكثير من الناس يشكون منه في مصر. وأحيانا تصبح الخصيتان عند بعضهم متورمتين لدرجة تبدو عند رؤيتها شيئا غير عادي. ويعتقد ان علة كهذه تنجم عن اكل الصمغ والكثير من الجبن المالح (٢٢٤)
ويلاحظ مرض القرع في كثير من الاحيان بين اطفال افريقيا. ولكن هؤلاء لا يشفون منه مع تقدم سنهم. وتصاب الكثيرات من النسوة بهذا المرض وخاصة في بلاد البربر وفي بلاد السودان. ويعتبر بعضهم هؤلاء المرضى كأن بهم مسا من الشيطان ، وهذا من الحمق.
ويظهر الطاعون في بلاد البربر مرة في كل عشرة اعوام ، او خمسة عشر عاما او كل خمسة وعشرين عاما (٢٢٥). عندما يداهم الطاعون الناس يقضي على الكثير منهم لأنه لا يوجد انسان يهتم بهذا المرض ولا باستعمال اي علاج ، فيما عدا دهن الجسم بتراب ارمينية حول الدمامل. ولم يظهر في بلاد نوميديا منذ مائة سنة. ولم يظهر مطلقا في بلاد السودان.
__________________
(٢٢٢) تعتبر هذه الفقرة تقليدية في وصف المرض الإفرنجي. ومن المتفق عليه أن جرثومة اللولبيات الشديدة التخريب ، والتي أدت للجائحة الكبرى في هذا المرض في القرن السادس عشر ، قد نقلت من أمريكا بواسطة رفاق كريستوف كولومبس الذين عادوا ونزلوا في أسبانيا في شهر تشرين الاول (أكتوبر) ١٤٩٢ م. ولكن قبل هذه الجائحة كانت هناك في أسبانيا جائحة خطيرة من مرض القروح الجنسيةchancrelle وهو المرض الذي أعطوه اسم (لاس بوباس) ومن الإغريقي ، بوبون ، أو مرض الحالب. وقد أطلق المغاربة على ظاهرات مرض الإفرنجي الجلدية اسم الحبوب ، وهي عبارة لا تزال دارجة بين العوام ، والذين خدعوا بتوافق الاصوات اللفظية. أما تسميته بالمرض الافرنجي إي «الافرنسى» وهو الاسم الذي عرف في ايطاليا ، والذي شاع في كل الاصقاع التي كانت على علاقات تجارية مع الملاحين الطليان فيعود الى أن الجيوش الفرنسية التي كانت منهمكة في عمليات حربية في ايطاليا في ذلك العصر ، كانت مصابة بعدوى شديدة من هذا المرض.
(٢٢٣) وربما كان مغصا كلويا أو كبديا.
(٢٢٤) ويخلط المؤلف هنا مرض الفتاق مع مرض داء الفيل الذي يصيب الصفن ، وهو مرض منتشر فعلا في مصر ، وهو ناجم عن دودة طفيلية هي الخيطية.
(٢٢٥) لقد كان هذا التوقيت في الجائحات الطاعونية يعود الى يقظة البؤر المحلية للطاعون ، والكامنة دوما ، وكان هذا ملحوظا وصحيحا قبل نصف قرن تقريبا.