.................................................................................................
______________________________________________________
انهما ليسا بصر يحين في ان ذلك ، وقت : بل يدلان على فعلهما قبل طلوع الفجر ، بل قبل طلوع الشمس : وإذا خاف فوت إحداهما ، يصلى الثانية فقط : وقد يكون ذلك بواسطة ان ذلك الوقت (١) لا يصلح لقضاء الاولى ، كوقت طلوع الشمس للثانية ، كما يفهم من الخبر الثاني ، ويكون الترتيب ساقطا لذلك.
ومع ذلك القائل به غير موجود ظاهرا ، سوى ما نقل (٢) عن صاحب المعتبر (يمتد وقتهما الى الطلوع) ، فهو أعم من مفهومهما ، مع مخالفته في غيره.
على انه يمكن القول بمضمونهما : بان يكون وقتا للنائم والناسي ـ لا مطلقا ، كما يفهم من نقل المعتبر ـ للجمع ، وهو جمع حسن.
وأولهما في التهذيب تأويلا بعيدا جدا (٣) وهو صدق القبل على نصفه. ويفهم منهما (٤) ومن خبرين آخرين (٥) اختصاص الأخيرة بمقدارها باخر الوقت ، فيكون الأولى أيضا كذلك ، ولكن فيهما ما عرفت ، مع عدم العلم بصحة الأخيرين : لوجود العباس في أحدهما (٦) ووجود ابن سنان عن ابن مسكان عن الحلبي في آخر (٧).
ومع ذلك ، القول بالاختصاص غير بعيد ، كما هو المشهور.
وقد بالغ في المنتهى في نفى الاشتراك ، للجمع بين ما دل على
__________________
(١) ملخص المراد : انه قبل طلوع الفجر لا يصلح لقضاء صلاة المغرب ، على ما هو مستفاد من الخبر الأول ، كما ان وقت طلوع الشمس لا يصلح لقضاء صلاة العشاء كما يستفاد من الخبر الثاني.
(٢) الناقل هو الشهيد في روض الجنان ، ولكن ما يستفاد من المعتبر ، فهو ان ذلك الوقت ، وقت للمضطر ، فراجع.
(٣) هكذا في جميع النسخ المطبوعة والمخطوطة التي عندنا ، ولم نجد في التهذيب هذا التأويل : نعم هو موجود في المنتهى ، قال فيه : في مقام رد الاستدلال بالخبرين على امتداد وقت العشائين الى طلوع الفجر ، ما هذا لفظه ، لأنا نقول : لا نسلم دلالتهما على ذلك قطعا ، إذ قوله عليه السلام : فان استيقظ قبل الفجر إلخ يحمل على انه استيقظ قبل نصف الليل انتهى.
(٤) لا يخفى ان مراده قدس سره في هذا المقام عموم البحث للظهرين ، كالعشائين.
(٥) الوسائل باب ٤ من أبواب المواقيت حديث ـ ١٧ و ١٨.
(٦) سند الحديث كما في التهذيب هكذا (محمد بن على بن محبوب ، عن العباس ، عن إسماعيل بن همام ، عن ابى الحسن عليه السلام).
(٧) سند الحديث كما في التهذيب هكذا (الحسين بن سعيد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحلبي).