.................................................................................................
______________________________________________________
كلام المحقق والعلامة على انه لم يجز ، فلا بد من الإتيان بالمجزي ، فلا تبطل ، أو على انه جعل الأول مندوبا ومخرجا ، والثاني واجبا مبطلا. وهو غير بعيد ـ لخرج عن الخلاف وتم الاحتياط.
ثم قال فيه : ولو أبى المصلي إلّا عن إحداهما فيختار (السلام عليكم) فإنه مخرج بالإجماع ولا يضر بصلاته بوجه. وفيه أيضا تأمل. لأنه يلزم البطلان بناء على ما ذكره يحيى بن سعيد من تعيين الأول ، وبناء على بعض الروايات المتقدمة ، مع عدم دليل صالح له باعترافه ، والإجماع ، ما نعرفه مع وجود المخالف.
وبالجملة لا احتياط هنا ، بل ينبغي ارتكاب ما هو الأقل محذورا ، وفيه أيضا تأمل ، نظرا إلى الشهرة ، والى قول المتقدمين ، مثل الشيخ في التهذيب : فإنه قال : من قال (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) فقد انقطعت صلاته ، فان قال بعد ذلك ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جاز ، ومعلوم ان مراده مع صحة الصلاة ، وكذا ذكره في مصباح المتهجد. ونقل في التهذيب رواية أبي بصير في التشهد الطويل أيضا (١) ، والصدوق في الفقيه : فإنه قال في التشهد : قل في تشهدك ، بسم الله الى قوله. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، ثم تسلم وأنت مستقبل القبلة إلخ.
وكذا بالنسبة الى الاخبار سيما ما نقل في تعليم التشهد كما سنذكره وقول المتأخرين مثل الشهيد والثانيين في حاشيتيهما على الإرشاد والشرائع ، قال زين الدين في شرح الكتاب (٢) (والذي استفيد من بعض الاخبار واختاره جماعة تقديم ، السلام علينا ، وتأخير السلام عليكم ، دون العكس) وغير ذلك : فالظاهر اختيار الجمع وتقديم الأول ، لما تقدم : ولأنه ان لم يكن مخرجا يكون من تتمة التشهد ، كما ورد في العبارات والروايات : وان كان مخرجا فلا كلام : بخلاف العكس فإنه غير موجود في العبارات والروايات كما اعترف به الشهيد :
__________________
(١) الوسائل باب ٣ من أبواب التشهد حديث ـ ٢.
(٢) أي في روض الجنان.