.................................................................................................
______________________________________________________
يكون مخالفا ، فيقرب حينئذ تفسير ابن إدريس ، كما سقط قول بعضهم : أنّ المراد به من لا يعرف دلائل اعتقاد الحقّ وإن اعتقده. فإنّ الظاهر كون هذا القسم مؤمنا ، وإن لم يعرف الدّليل التفصيليّ (١)
وهذا يشعر بما قلنا في المؤمن ، وان لم يكن الشارح وغيره قائلا به. والذي رأيت في حسنة الفضيل بن يسار ، في التهذيب والكافي (وإن كان واقفا) لا (منافقا) فيسقط بحث الشّارح بالكليّة.
فلعلّ المراد بالواقف ، الواقف عن القول بالحقّ والايمان ، فالمراد غير المؤمن بقرينة المقابلة والدّعاء.
وروى فيهما ، في الحسن : عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : إذا صلّيت على المؤمن فادع له ، واجتهد له في الدّعاء ، وإن كان واقفا مستضعفا ، فكبّر وقل : اللهمّ اغفر للّذين (٢)
وفي رواية الحلبي في الكافي بعد قوله : «وإن كان مستضعفا ـ إلخ» : وإذا كنت لا تدري ما حاله ، فقل : اللهمّ إن كان يحبّ الخير وأهله فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه. وإن كان المستضعف منك بسبيل فاستغفر له على وجه الشّفاعة (منك ـ خ) لا على وجه الولاية (٣)
وفي رواية أخرى ، قال عليه السلام : الترحّم على جهتين ، جهة الولاية وجهة الشّفاعة (٤) فما اعرف ما نقله الشارح ، وهو أعرف بما نقل. والدّلالة حينئذ على كون المستضعف ، مخالفا ظاهر من المقابلة ، والدّعاء له بما ليس للمؤمنين.
ويفهم ممّا نقلنا جواز الدعاء للمخالف أيضا ، فتأمّل.
وقد فهم ممّا سبق أنّ المراد بالمنافق ، هو الكافر النّاصب ، لا المخالف مطلقا ، و
__________________
(١) لا يخفى ان من قوله : (والمراد بالمستضعف) الى قوله : (الدليل التفصيلي) من كلام الشارح.
(٢) الوسائل باب (٣) من أبواب صلاة الجنازة حديث ـ ٣
(٣) الوسائل باب (٣) من أبواب صلاة الجنازة حديث ـ ٤
(٤) الوسائل باب (٣) من أبواب صلاة الجنازة حديث ـ ٥