.................................................................................................
______________________________________________________
وقوله عليه السّلام : والانصراف والرجوع أفضل من المجاورة يدل على كراهة المجاورة في الجملة بمعنى أنّ الرّجوع والانصراف أفضل لا أنّ الكون في غيرها أولى من الكون بها مطلقا ، فذلك غير بعيد للشوق وعدم حصول إلحاد بظلم الذين أشير إليهما في عدم الكراهة ، ولحصول المشقّة الكثيرة الموجبة لافضليّة العبادة.
وهذا وجه حسن لحمل ما يدلّ على الكراهة عليه للجمع بين الأدلة كما قلناه.
وفيه أيضا وقال أبو جعفر عليه الصلاة والسّلام وقروا الحاجّ والمعتمرين فانّ ذلك واجب عليكم ومن أماط أذى عن طريق مكة كتب الله عزّ وجلّ له حسنة (١).
وفي خبر أخر ومن قبل الله منه حسنة لم يعذّبه ومن مات محرما بعث يوم القيمة ملبيّا بالحج مغفورا له ومن مات في طريق مكة ذاهبا أو جائيا أمن من الفزع الأكبر يوم القيمة ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين ومن مات بين الحرمين لم ينشر له ديوان ومن دفن في الحرم أمن الفزع الأكبر من برّ الناس وفاجرهم وما من سفر أبلغ في لحم ولا دم ولا جلد ولا شعر من سفر مكة وما من احد يبلغه حتى تلحقه المشقة وانّ ثوابه على قدر مشقّته (٢).
وروى فيه عن أبي حمزة الثمالي (الثقة) عن ابى جعفر عليه السّلام ان من صلّى في المسجد الحرام صلاة مكتوبة قبل الله منه كل صلاة صلاها منذ وجبت عليه الصلاة وكل صلاة يصلّيها الى ان يموت (٣).
رواها في الموضعين من الفقيه في باب فضل المساجد وباب الحج.
__________________
(١) و (٢) الفقيه باب فضائل الحج ص ١٤٧ من ج ٢ طبع النجف الأشرف.
(٣) الفقيه باب فضل المساجد ص ١٤٧ من ج ١ طبع النجف الأشرف. وفي الوسائل الباب ٥٢ من أبواب أحكام المساجد من كتاب الصلاة الرواية ١.