الخيول. وقد ضم ملك فاس سكانها إلى مملكته خشية البرتغاليين ، فقد بلغه بالفعل أن عجوزا ، وهو رئيس حزب في المدينة ، نصح للسكان أن يدفعوا الجزية لملك البرتغال. وقد شاهدت هذا العجوز وهو يقاد حافيا مقيدا بالأغلال. وقد تملكتنى شفقة كبيرة عليه لأن هذا الرجل المسكين كان مضطرا لأن يعمل ما عمل ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنه من الأفضل دفع الجزية عوضا عن خسارة الأملاك وتضحية الأرواح البشرية. وتوسط عدة أشخاص لدى الملك طالبين الإفراج عنه وحصلوا على ذلك لقاء دفع غرامة. وظلت المدينة بعد ذلك خاوية على عروشها. وحدث هذا سنة ٩٢١ ه (٢٣٩).
المائة بير ، مدينة في دكّالة (٢٤٠)
وهي بليدة صغيرة فوق تل كلسي. ونجد في خارج البلدة العديد من الصوامع التي اعتاد السكان أن يخزنوا فيها حبوبهم. ويقول أهل البلاد أنه أمكن تخزين القمح في أثناء مائة سنة بدون أن يفسد أو أن تتغير رائحته. وبسبب هذا العديد من الصوامع ، التي تشابه الآبار ، دعيت هذه المدينة ، مدينة المائة بير (٢٤١). وسكانها قليلون جدا ولا نجد فيها أي صانع ، باستثناء بعض الحدادين اليهود ، وفي الوقت الذي نقل فيه ملك فاس سكان «المدينة» (التي عقدت لها فقرة قبل بلدة المائة بير) ليستوطنوا أراضيه ، رغب أيضا في أن يسوق أمامه هؤلاء أيضا (أي سكان المائة بير) ، ولكنهم امتنعوا عن هذا النزوح وهربوا إلى آسفي كيلا يتركوا وطنهم. ولما رأى الملك ذلك منهم خرب مدينة المائة بير حيث لم يجد شيئا سوى بعض الغلال والعسل وأشياء ثقيلة عديمة القيمة (٢٤٢).
__________________
(٢٣٩) إن هذا الشيخ الذي انحاز إلى البرتغاليين معروف لدينا استنادا إلى الوثائق البرتغالية وكان يدعى ميمون. وليس من الصحيح أن سكان المدينة قد نقلوا في تموز (يولية) ١٥١٥ م إلى منطقة فاس ، وعلى الأقل بصورة جماعية ، لأن سكان تيت وبني ماجر هم الذين أجلوا بصورة كلية. وقبل آخر شهر آب (أغسطس) كان أكثر من ألف بيت قد عادوا لمنازلهم ، حتى كان فيها من السكان أكثر مما كانوا عليه قبل حملة ملك فاس ، لأن الناس قصدوها من مراكش ومن الجبل. ولما كان المؤلف قد غادر وطنه نهائيا في تلك الفترة ، فهو لم يستطع بالفعل أن يعرف ما إذا كانت المدينة قد ظلت خالية أم لا.
(٢٤٠) المائة بير ذكرت خطأ بدلا من سرنو.
(٢٤١) وبالفعل يوجد في المنطقة مكان يدعى مائة بير. ولكن إدمون دوتي Edmond Doutte توصل إلى أن المقصود هو بلدة سرنو ، وهي مدينة تقع على مسافة ١١ كم إلى الجنوب ، وحيث كان يسكن يحيى أو تعفوفت ، وملك البرتغال هو الذي أقطعه إياها له ولأولاده من بعده ، وذلك بموجب خطاب مؤرخ ٢٥ آب (أغسطس) ١٥١٤ م.
«وفي ذلك عطاء من لا يملك لمن لا يستحق» (المترجم).
(٢٤٢) تفيد وثيقة برتغالية انه لم يبق شيء من القمح في سرنو ، وهو القمح الذي نهبه ملك فاس.