إلى بلاد السودان ، والتي يقول بشأنها إنه انتقل فيها من تومبكتو حتى مصر ما را ببلاد الهوسة ومملكة غاوغة في شرق التشاد ثم عاد إلى المغرب بحرا.
وقد أمضى معظم عامي ١٥١٤ ، ١٥١٥ م في المغرب (١٢) وكان يعمل حينئذ فى خدمة السلطان وبعض قواده. ومما لا ريب فيه أنه كلف بمهمات يحتمل أنها سياسية واقتصادية ، لأنه يبدو لنا مطلعا في صورة عميقة على بورصة الأسعار ؛ وتزايدت هذه البعثات أهمية مع الزمن لدرجة يظهر لنا فيها وسيطا في المفاوضات بين سلطان فاس محمد البرتغالي ، وسلطان مراكش الناصر بن يوسف الهنتاتي ، وأمير السوس وحاحه ، الشريف أحمد الأعرج ، مؤسس أسرة السعديين الذي يمكننا أن نفترض أنه كان رفيقه في الدراسة في بعض مدارس فاس. وفي آذار (مارس) من عام ١٥١٤ كانت له مقابلة مع حاكم بادية آسفي ، عامل ملك البرتغال ، واسمه يحيى أو تعفوفت. وفي عام ١٥١٥ وبمناسبة حملة دكالة التي قام بها سلطان فاس برزت شخصية محمد بن الحسن الوزان بروزا كبيرا وظهر أكبر نشاط له. ومنذ هذه الحملة نستطيع تتبع تاريخه في صورة أدق ، ومن المحتمل أن كفاءاته الخاصة وثقافته كانت تحظى بتقدير كبير لدى سلطان فاس ، حتى لقد عهد إليه بمهمة في المشرق ، فغادر فاس فجأة في شهر آب (أغسطس) ١٥١٥ م. وليس من المؤكد أنه كان مكلفا بسفارة لدى سليم الأول السلطان العثماني في القسطنطينية ، كما اعتقد. بعضهم ، إذ لا يتوقع أن يسافر إلى القسطنطينية بتجهيزات تافهة كحبال الخيام التي ذهب إلى شرائها بنفسه من سوق بسكرة بالجزائر. ويضعف من هذا الاحتمال أيضا أنه يذكر لنا أنه كان في مدينة رشيد بمصر في أثناء وجود السلطان سليم في هذه المدينة ، ولكن بدون ان يتحدث كثيرا عن هذا السلطان ، ولو أنه كان موفدا إليه وأتيح له في هذه المناسبة مقابلته لتحدث عنه بإسهاب.
ولكنه لم يكن بالتأكيد موظفا دبلوماسيا ضئيل الأهمية ، لأننا نراه في نفس الرحلة وهو يحرف طريقه كي يذهب للتحادث مع حاكم دبدو ، ثم يقصد بلاط ملك تلمسان أبي عبد الله محمد ، ثم يحل في مدينة الجزائر ضيفا على «وجيه» أندلسي الأصل ، سبق له أن أوفد من قبل سكان مدينة الجزائر كي يتفاوض في شأن عقد هدنة مع الحكومة الأسبانية ، ثم يقصد بجايه لمقابلة أمير البحر الشهير عروج بربروس ، الشقيق الأكبر لأمير البحر خير
__________________
(١٢) ٩٢٢ و ٩٢٣ ه.