متنوعة الألوان. ونجد في كثير من المنازل أحواضا مستطيلة يتراوح عرضها بين ستة وسبعة أذرع (١١٨) وطولها بين عشرة واثني عشر ذراعا (١١٩) ويصل عمقها إلى ستة أو سبعة أشبار تقريبا (١٢٠) ، وكلها مكسوّة ببلاط مايورقي. وفي كل جانب من هذا الحوض ، في اتجاه الطول ، تثبت صنابير منخفضة مزدانة أيضا بالمايورقي. وبعض هذه النوافير مزدانة في وسطها بحوضة رخامية ، مثلما يرى من أمثالها في «فستقيات» أوربا. وعندما يمتلىء حوض كل حنفية يفيض منه الماء إلى برك كبيرة بواسطة مجار مغطاة تكون مبلّطة هي بدورها ، بصورة جميلة. وحينما تمتلىء الأحواض الكبرى بدورها ، يخرج الماء منها بواسطة مجار ، مصنوعة حولها ، وينصرف الماء نحو بواليع صغيرة. وهكذا يجري الماء من تحت المراحيض وينطلق نحو النهر. ويعتنى بالأحواض دوما كي تبقى صافية جدا ونظيفة للغاية ولا تستخدم إلا في فصل الصيف ، حيث يستحم فيها الرجال والنساء والأطفال. ومن المألوف أيضا بناء مقصورة فوق أسطح البيوت تضم عدة غرف صغيرة فسيحة وكثيرة الزخرف. وفي هذه المقصورة تجلس النسوة لأخذ راحتهن بعد أن ينتابهن التعب من عملهن ، إذ يستطعن من مكانهن أن يبصرن كل المدينة تقريبا. وفي فاس قرابة ستمائة جامع أو مسجد ، والمساجد تكون عبارة عن أبنية صغيرة للصلاة. ويوجد بين هذه الجوامع خمسون كبيرة ، جميلة البنيان ، مزدانة بأعمدة الرخام وبزخارف أخرى. ولكل منها صنابيره الجميلة جدا ، والمصنوعة من رخام ومن حجارة أخرى من التي لا يرى مثلها في إيطاليا. وتحمل كل الأعمدة عوارض مستورة بالفسيفساء أو بخشب منقوش بصورة أنيقة. وتكون سقوف الجوامع مصنوعة على الطريقة الأوروبية أي من ألواح خشب. أما الأرضية فتكون مبلّطة ومغطاة بحصر غاية في الجمال ومخيطة بمهارة لا تسمح برؤية شيء من البلاط. والجدران مغطاة بحصر كذلك ، ولكن على قدر قامة الانسان. ولكل من هذه الجوامع مئذنة يصعد إليها المكلفون بالأذان لإعلان الأوقات المعينة للصلوات العادية. ولا يوجد في الجامع أكثر من إمام تقع على عاتقه وظيفة إقامة الصلاة. ومن وظيفة هذا الإمام أيضا إدارة إيرادات جامعه ، إذ عليه أن يمسك حسابا دقيقا وأن يوزع الايرادات بين مستخدمي الجامع كأولئك الذين يتعهدون المصابيح التي توقد ليلا ، وكذلك الذين يقومون بحراسة الأبواب والمؤذنون الذين يؤذنون ليلا داعين إلى الصلاة من أعلى
__________________
(١١٨) ٤ م إلى ٧ ، ٤ م.
(١١٩) ٧ ، ٦ م إلى ٩ م.
(١٢٠) ٣ ، ١ م إلى ٥ ، ١ م.