وتاريخية. واعتمد أحيانا على روايات رحالة غير صحيحة ، أو مفسرة تفسيرا غير صحيح ، كما أنه لم يقرأ مذكراته مرة ثانية بدقة. وهكذا تتعذر قراءة نص ليون إلا في ضوء شرح مفصل.
وقد بذلنا جهدا لجعل الترجمة حرفية قدر الإمكان ، حتى لو كان ذلك على حساب اللغة الفرنسية ، التي فقدت هنا فتنتها الحقيقية التي عرفتها في ترجمة تامبورال ، والتي كانت متأنقة على حساب المعنى. وقد توسعنا في الشروح التاريخية لنمهد السبيل أمام القارىء كي يدرك الوقائع في الصورة المتسقة مع الحقيقة التي يسمونها التاريخ ، وهي لا تعدو أن تكون حقيقة نسبية غير مطلقة. ولن يفوت العلماء المختصين كشف أخطاء بارزة في هذه الشروح. ونحن نعتذر عنها مؤكدين بأنه لم تكن لدينا مطلقانيّة تقديم عمل علمي في ثوب جديد ، إذ لم نتصدر لدراسة «وصف» ليون إلا بناء على ما لدينا من معرفة لا بأس بها عن بلاد إفريقيا الشمالية ، ولا سيما المغرب بشكل خاص. ومن المسلم به مثلا أن مسألة النقود والأوزان والمقاييس بحاجة لمعالجة جديدة على أيدي المختصين. كما أن ليون نفسه لم يكن يرمي إلى إعطائنا أرقاما دقيقة ، وقد حاولنا أن نعطي ما يكافىء هذه الأرقام بصورة معقولة بالفرنسية الحديثة. وعند هذا الحد توقفت أبحاثنا التي لا تزال بدون شك في حاجة إلى كثير من التصحيح. وقد وجه المترجم السابق تامبورال في عبارة ودية نظر القارئ إلى هذه الحقيقة إذ يقول : «وهكذا سنلاحظ أن ليون ، مؤلف هذا التاريخ عن افريقيا ، والذي كتب مؤلفه في روما ، باللغة الإيطالية ، إنما استخدم أميالا معروفة محليا ، يعادل اثنان ونصف منها مرحلة فرنسية» ولكن الميل الإنجليزي ، الذي يعادل ١٦٠٩ أمتار هو الذي يقابل تقديرات ليون.
وقد سمحت لنا أبحاثنا الخاصة والتي أكملتها الملاحظات الثمينة التي أخذناها عن المهتمين بهذه الناحية ، أقول سمحت لنا بتشخيص عدد من الأمكنة الجديدة ، ولا يزال عدد منها يتطلب تحديد مكانه بشكل دقيق ، إذ يكون من اللازم ضبط كتابتها بصورة صحيحة.
هذا ولم يكن باستطاعتنا إنجاز هذه المهمة الكبيرة نسبيا لولا العون الكبير الذي تلقيناه في العديد من المجالات بفضل المساعدة الفعالة والتضلع اللذين وجدناهما لدى عدد كبير من الأشخاص الذين آسف كثيرا لعدم استطاعتي سرد أسمائهم جميعا هنا.