الذي يكتب الرسائل الضرورية ويختمها بيده بهذا الخاتم. وهناك عدد كبير من الاتباع المشاة تحت تصرف الملك ، ولهم قائد خاص بيده تعيينهم وتسريحهم وتحديد أجرة كل واحد منهم حسب عمله. وعندما يستقبل الملك أحدا يكون هذا القائد حاضرا دوما ويقوم تقريبا بوظيفة حاجب.
وتحت تصرف الملك أيضا قائد للقوافل. ومهمته الإشراف على نقل الخيام التي تأوى اليها خيالة الملك الخفيفة. ويجدر بنا أن نشير الى أن خيام الملك تنقل على البغال في حين تنقل خيام الجنود على متون الإبل.
وهناك فرقة من حملة الأعلام. وهم يحملون الأعلام ملفوفة في أثناء السير. ويحمل واحد منهم فقط علما منشورا مرفوعا في طليعة القوات العسكرية. ويقوم حملة الأعلام هؤلاء بوظيفة الكشافة ويستكشفون الدروب ومخاضات الأنهار والغابات.
ولدى الملك العديد من الطبالين المزودين بطبول نحاسية لها شكل آنية ، عريضة في أعلاها ضيقة في أسفلها مع جلد رقيق مشدود عليها من الأعلى. ويحمل كل طبل على حصان النقل ويتوازن بواسطة ثقل مكافىء لأن هذه الأداة ثقيلة جدا. وخيول الطبالين هي أجود الخيول وأكثرها سرعة إذ يعتبر عارا كبيرا خسارة طبلة من هذه الطبول. وتدوي هذه الطبول برنين يثير الفزع كثيرا حتى إن دويها ليسمع حتى من مسافة كبيرة وتسبب ارتجاف الخيول وركابها وتقرع بعرق من عروق الثور.
هذا ولا يتعهد الملك بنفقة الأبواق ، لأن أهل المدن مجبورون على تقديم عدد معين منها ، وتكون كلها على نفقتهم. وتستعمل هذه الأبواق للدعوة إلى مائدة الملك وتستعمل كذلك إشارة للهجوم عند نشوب المعارك.
وهناك رئيس للتشريفات يقف عند قدمي الملك عندما يستقبل أو يعقد مجلسا ، ووظيفته أن يحدد للناس مكان جلوسهم ، ويجعلهم يتكلمون الواحد بعد الآخر بالترتيب ، حسب مرتبة كل واحد أو مكانته ويتألف حشم الملك الخاص في معظمه من الإماء الزنجيات ، وهناك عدد مماثل من خادمات القصر والخادمات العاديات. ولديه بعض الجواري النصرانيات ، وهن من الأسبانيات أو البرتغاليات. وجميع النساء تحت إشراف الخصيان وهم كذلك من الرقيق الأسود.
ولملك فاس مملكة واسعة الأرجاء ولكن ليس لديه دخل كبير ، فهو لا يكاد يناهز