وهو يطلب من السعاة باسم الملك الإعلان عن القرارات المتخذة في المجلس ، أو أن يقوموا بتوقيف بعض الشخصيات الهامة ، وهذا الموظف على علاقة وثيقة بالملك ، إذ يستطيع أن يكلمه في أي وقت يشاء.
والسابع هو الخازن الذي يستلم المال من الجباة ، ويودعه لدى أمناء صندوق بيت المال ، وينفقه بناء على حوالات الملك أو الوزير الأول مع المصادقة عليه بيد الملك.
والثامن هو مدير المكس. وهو يتلقى رسوم البضائع الداخلة إلى تونس عن طريق البر. والرسوم التجارية التي يدفعها التجار الغرباء عن تونس تبلغ اثنين ونصف بالمائة. ولدى هذا الموظف عدد كبير من المأمورين الذين ما إن يروا أجنبيا دخل المدينة ، وتظهر عليه علائم رجل ميسور ، حتى يقتادوه إلى مدير المكس. فإذا لم يكن هذا حاضرا أودعوه السجن إلى أن يحضر ، فيجبر المدير عندئذ هذا الأجنبي أن يدفع نسبة مئوية عن المال الذي يحمله ويكلف بالقوة بأداء اليمين عن الكشف الذي قدمه.
والموظف التاسع هو مدير الجمرك الذي تقوم وظيفته على استيفاء الرسوم الجمركية عن البضائع التي تخرج من تونس للتصدير عن طريق البحر وكذلك الواردة بحرا. ويعهد بهذه المهمة عادة ليهودي غني. وتقع دائرة الجمرك على بحيرة باب الواد ، قرب تونس.
والموظف العاشر هو آمر الصرف. وتتمثل وظيفته في الإشراف على شئون التموين. فهو يعمل على توفير حاجات القصر الملكي من الخبز واللحم والأشياء الضرورية الأخرى. كألبسة السيدات وآنسات الملك ، والخصيان ، والإماء الزنجيات اللواتي هن خادمات الملك. وهو الذي يسدد نفقات أبناء الملك الصغار ومربياتهم ، مثلما يوزع بين العبيد والنصارى وظائفهم المسندة اليهم ، سواء في القصر ، أو في خارج القصر. ويوفر لهؤلاء العبيد غذاءهم وكساءهم حسب الحاجات.
تلك هي الوظائف الرئيسية وأهم المناصب في هذا البلاط. وفيه أيضا بعض وظائف أخرى ذات مستوى أقل سموا كوظائف رئيس الاسطبلات ، ومعلم الصوان ، وإمام الملك ، وقاضي العسكر ، ومعلم أولاد الملك ورئيس الحشم .. الخ.