واكثر بياضا منهم. وفيما عدا اللواتي يمارسن التدريس واللواتي يغزلن الصوف ، فإن جميع الباقيات منهن يبقين عاطلات عن العمل ، وايديهن على نطاقاتهن. والفقر هنا من نصيب الجميع. فالماشية نادرة وتتألف من فصيلة الأدمّان (٢) وليس لديهم ثيران ولا أغنام ، وتحرث الأرض بمقرونة تتألف من حصان وجمل. وهي العادة في كل نوميديا (٣).
__________________
(٢) أدمّان. وهو اسم بربري للغنم الصحراوي Ovis Longipes
(٣) على الرغم من ان كل الشارحين قد ذهبوا بدون تردد إلى أن بلدة تيسّت التي يوردها الحسن الوزان هي نفسها تيشيت في صحراء موريتانيا ، فإن من الضروري ان نتقدم في هذا الموضوع برأي يختلف نوعا ما في هذا الصدد عما يذهب اليه هؤلاء فبلدة تيسّت تتفق مع تيشيت فيما يلي :
١ ـ انعزال تيسّت : تبعد ٣٠٠ ميل عن أي مسكن في صحراء ليبيا.
٢ ـ اهمية البلدة ـ ٤٠٠ أسرة ـ كما تبين قصورها استنادا الى ما تبقى منها.
٣ ـ موقعها : على تخوم ليبيا [من الجنوب]. ج ٦ ص ٥.
٤ ـ بها واحة نخيل وزراعة دخن وشعير (ج ٦ ص ٥).
٥ ـ يأتي عرب كمن؟ إلى هذه المنطقة شتاء لقضاء مصالحهم : والشتاء هو حقا الفصل الموائم لبدو شمال الصحراء كي يذهبوا إلى تشيت. ونضيف الى ذلك ان الحوائط التي يذكرها الحسن الوزان (ج ٦ ص ٥) على أنها محيطة بالمدينة لا توجد الآن. ولكن من الممكن أنها كانت موجودة وهدمت منذ القرن السادس عشر الميلادي. ولكن هناك تفاصيل أخرى لا يمكن أن تنطبق على تيشيت :
١ ـ موضع تيشيت إنما هو في نوميديا (شمال الصحراء الكبرى ج ٦ ص ٥) على حين أن من المفروغ منه أن هذه البلدة التي يتحدث عنها الحسن في هذه الفقرة يجب أن تكون موضوعة في ليبيا مثل وادان ، توات ، قوارة ، فزان ، وغدامس.
٢ ـ يقول إن المناطق المجاورة للبلدة التي يتحدث عنها رملية خالصة (ج ٦ ص ٥) على حين أن تيشيت واقعة على بروز عال مؤلف من ضلع.
٣ ـ حراثة : «مع حصان واحد وجمل» (ج ٦ ص ٥) ، في حين ان المحراث مجهول تماما في موريتانيا الحالية. وقد ساهم مارمول (ج ٣ ص ٧٢٦) في هذا الالتباس والبلبلة عند كلامه عن الزيتون ومعاومات أخرى يشك كثيرا في صحتها ، بل تبدو مختلقة (وجود فرقة عسكرية تابعة للشريف ... الخ) ولا سيما وصفه تيست بأنها بلدة في الجنوب المغربي وهي التي سماها الوزان تيّوت. وهذا ما يفسر حيرة رسّامي الخرائط في القرن السادس عشر والسابع عشر الذين وضعوا تيسّت في جنوبي المغرب.
ولم يذهب الحسن الوزان الى تيشيت ، ولكن يظهر أنه حصل على معلومات عن هذه المدينة في أثناء وجوده في منطقة الأطلس الصحراوية ، وحسب أن هذه المدينة هي أقرب للشمال. لأن «الثلاثمائة ميل» التي يذكرها هي في الحقيقة مسافة ١٢٠٠ كم على خط مستقيم والتي تفصل تيشيت عن قوليمين ، وبالتالي جعلها في نوميديا. وهذا الخطأ في الموقع ، المضاف إلى معلومات خاطئة ، هو الذي يفسر الالتباسات التي قام بها مؤلفنا. وعلى كل فإن تيست عنده يقصد بها تيشيت الحقيقية ـ ت. م ، ور. م.R.mauny وTh.monod