بمحاذاة واد زيز ، من الشمال للجنوب ، تحتوي أيضا على ثلاثمائة وخمسين قصرا ، بين صغير وكبير ، هذا فيما عدا القرى (٣٧).
وعدد القصور الرئيسية ثلاثة :
فالأول يدعى تاينجيوت (٣٨). ويضم ألف أسرة. وهو أقربها إلى سجلماسة. ويحوى بضعة صناع. ويدعى الثاني تابوعسمت : ويقوم على مسافة ثمانية أميال (٣٩) تقريبا جنوبي القصر السابق. وهو أكبر وأكثر تمدنا ، ونجد فيه العديد من الباعة الغرباء والكثير من اليهود ، من صناع وتجار. وفي الحقيقة يوجد في هذا القصر من السكان أكثر من كل بقية الإقليم (٤٠) ويحمل الثالث اسم المأمون. وهذا الأخير كبير أيضا ، وهو حصين ومأهول كثيرا بالسكان ، ولا سيما من التجار اليهود والمسلمين (٤١).
ويحكم كل قصر من هذه القصور أمير خاص وهو زعيم طائفة.
ويوجد بالفعل بين هؤلاء السكان انقسامات شديدة وشقاقات. وهم على الدوام في حرب بعضهم ضد بعض ، ويسبب بعضهم الضرر لبعض قدر استطاعتهم كتخريب قنوات الري القادمة من النهر ، كما يقطعون النخيل أيضا من على مستوى الأرض وينهب بعضهم بعضا ويساعدهم العرب على ذلك.
وتضرب في هذه القصور عملة فضية وذهبية ، فالدنانير تشابه «البسلاكشي» الخفيفة والذهب من عيار خفيف. ويعادل وزنه قطعة الفضة النقية أربع حبات (٤٢) ،
__________________
(٣٧) تشتمل المنطقة حاليا على حدائق نخيل تيزميت وتافيلالت. ومنذ زمن طويل ، في القرن السادس عشر ، كان اسم تافيلالت يعني منطقة سجلماسة ذاتها ، ولكن الاستعمال المتشابه والمتكافىء تقريبا لكلمتي سجلماسة وتافيلالت جعل الأوربيين يعتقدون ـ شأن مارمول الذي كتب حوالي العام ١٥٧٣ م ، بعد أن أمضى بضعة أعوام رقيقا في مراكش ، والذي تجول في أفريقيا الشمالية ـ يعتقدون أن سجلماسة وتافيلالت كانتا مدينتين متميزتين ، ولم يتلاش هذا الخطأ تماما إلا بعد أن استطاع الأوربيون التعرف على جغرافية هذه البلاد في القرن التاسع عشر.
(٣٨) لقد اختفى قصر تاينجوت ولكن اسمه ظل على الكورة الواقعة في شمال شرق تافيلالت.
(٣٩) ١٣ كم.
(٤٠) لا يزال قصر تابوعسمت باقيا على الضفة اليمنى لوادي الزيز على مسافة خمسة كيلومترات تقريبا من أطلال سجلماسة الواقعة على الضفة اليمنى.
(٤١) لقد تخرب قصر المأمون حوالي عام ١٨٣٠ م وكان يقع على مسافة كيلومتر واحد جنوب شرق تابوعسمت ، على ضفة الزيز اليسرى ، مباشرة إلى الشمال من قصر عبادو الحالي.
(٤٢) الحبة ٤٩ جرام فالأربع حبات تساوي ١٦٩ جراما.