وغدامس ، وجنوبا حتى الصحاري التي تمتد حتى كانو ، مملكة ارض الزنج. وهي يابسة وخطرة على التجار الذين يجتازونها ، كالصحاري التي تمتد من قسنطينة حتى هذه البلاد الزنجية (١٣٢).
ويدّعي سكان هذه الصحراء ان امارة ورقلة تعتدي على أراضيهم. ويعلنون عداءهم لأمير ورقلة ويسلبون كل التجار الذين يلاقونهم في الصحراء. ولكن أهل ورقلة يقتلونهم بدون رحمة ولا شفقة (١٣٣).
__________________
(١٣٢) بعد أن تحددت بلاد لمتة ، والحقيقة الطارقة ، نجدها تنطبق على المناطق التي تجوبها قبائل «كل آجر». مع التحفظ بأنها لا تمتد غربا حتى صحراء ايغيدي ، والتي ورد اسمها عرضيا هنا بسبب الالتباس الذي وقع فيه المؤلف مع الطوارق. وكانت قبائل لمته الحقيقة (كل آهقّار) تذهب حتى ايغيدي ، ولكن ليس الطوارقى. وفي حالات استثنائية كانت الآجرّ تصل حتى حافة تادمائيت ، ولكنها لم تتجاوز مطلقا خط طول اينغتاره ، وحتى هذا لم يكن مقبولا الا بالنسبة لبعض المخيمات من قبيلة ايفوراس في تيماسينين. اما بلاد برداوة فهي بلاد التبو : وهذا التخم الشرقي صحيح ، كالتخم الشمالي ، المحدد بصحراء ورقلة وغدامس. اما التخم الجنوبي فيفتقر الى الدقة ، ولكن عبارة «الصحاري التي تمتد حتى كانو» يمكن ان تنطبق على التينيره التي تفصل تاسيلي عن آيير والتي يجب اختراقها عمليا للذهاب الى كانو. ورغم بعض النقاط الغامضة الصغيرة فالمقصود بها قبيلة آجر ، بعد ان تمت التصحيحات بخصوص لمتة طارقة. فقد ورد ذكر لمته ، وبالبربرية ايلمتين ، في كتب المؤلفين العرب منذ القرن التاسع ميلادي ، كاليعقوبي الذي كتب عام ٨٨٩ م والذي حدد مكانهم حول زويلة فزان ، في اتجاه أوجلة واجدابية. وكانوا اول من هرب في وجه الزحف العربي. وجعلهم ابن خلدون اخوة صنهاجة ، والاوريبة ، والجزولة ، وازداجة ، وابناء عمومة هوارة من ناحية جدتهم المشتركة تيسكي العرجاء. ويقول لنا المؤلف ذاته ان قسما كان يسكن بجوار صنهاجة من حملة اللثام وقسم آخر في الصحاري الواقعة حنوب تلمسان وجنوب افريقية (ج ٢). ويظهر انهم اشتركوا في اول استيطان بجبال الهقّار قبل قدوم الهوارة. هذا ويحمل النبلاء العريقون لدى كل أهقار اسم لوميت ، الذي يبدو انه من نفس جذر ايلمتين (لام فميم فتاء) ، والذي يبدو وكأنه توكيد لوجود لمته منذ القديم في هذه المنطقة ، ومن الممكن ان عناصر من هذه القبيلة قد وصلت بعدئذ الى السودان حيث ان اسم لمته قد طبق عليهم.
كما ان مؤلف «تاريخ السودان» يقول انهم قدموا من المغرب في القرن الحادى عشر. ويعتقد ان منهم نشأت جماعة تاديمكّت وقبيلة لولّيميدّن. وعلى كل فإن الاسم الاخير لم يصدر عن لمته كما زعم دولافوس ، بل عن اوايلمد وهو الجد الذي منح اسمه للقبيلة. والى لمته ينسب عادة تاسيس امبراطورية سونغاي في السودان الغربي. اما بالنسبة الى لمته الغرب ، فقد سبق ان ذكرهم ابن حوقل في القرن العاشر الميلادي في منطقة وادنون ، على ساحل المغرب الاقصى وكانت عاصمتهم «نول لمتانه». «حيث توجد اليوم واحة نخيل أسرير ، قرب قوليمين جنوب السوس. وبعد ان جرفتهم الحركة المرابطية ، خلفوا ذكراهم في اسم كورة شمال فاس. اما الذين بقوا في هذه المنطقة فقد قتلوا او اندمجوا في عرب معقل وأصبح اسمهم تكنه بلادنون. وعن لمته صدر اسم لمت ، الذي يطلق على الصحراء القريبة على مها اوريكس ، والذي كانوا يستعملون جلده لصنع التروس. وعلى كل فهذا النسب ليس كاملا تماما من جهة اخرى ، ويمكن الرجوع في هذا الخصوص إلى ب. دو سينيفال وت. مونو : «وصف ساحل افريقيا من سبتة الى السنغال» تأليف فالنتيم فرناندس. مذكرة رقم ٩ ص ١٥٩ ـ ١٦١. وظلت ذكرى لمته في الصحراء الوسطى حيث يعرف سكان ـ