والمصرية (٢١٣) والحبشية. ويخضع هؤلاء السكان لقوم يسمّون البجا الذين يعيشون في البوادي حسب أسلوب العرب. وليس للسلطان أي نفوذ في هذه المناطق وهنا تنتهي دولته.
* * *
تلك هي أشهر المدن على ذراع النيل الكبير. وقد رآها كاتب هذه الاسطر ، ودخل بعضها ، ومرّ من قرب بعضها الآخر ، ولكنه استفهم تماما عنها من سكانها أو من الملاحين الذين رافقوه من القاهرة حتى أسوان والذين عاد معهم إلى قنا. ومن هناك ذهب في الصحراء الى البحر الأحمر الذي اجتازه للوصول إلى ساحل بلاد العرب الصحراوية إلى ميناءي ينبع وجدة (٢١٤) الواقعين في آسيا. وبما أنهما لا يقعان في افريقيا فلا مجال للتحدث عنهما.
* * *
ولكن لدى المؤلف أكبر رغبة من أن يصف ، بعون الله ، في كتاب صغير الجزء الآسيوي الذي رآه. وهكذا سيتكلم عن بلاد العرب الصحراوية ، وعن بلاد العرب السعيدة ، وعن بلاد العرب الحجرية ، وعن القسم المصري الواقع في آسيا ، كما سيتكلم عن بابل ، وعن قسم من فاس وارمينيا وجزء من بلاد التتر التي تجول فيها في بداية مراهقته. كما سيصف بضع جزر رآها خلال آخر رحلة له من فارس إلى القسطنطينية ، ومن القسطنطينية الى مصر عن طريق البحر ، ثم في اثناء عودته من مصر إلى ساحل إيطاليا.
وبعد ذلك لديه النية الصادقة في أن يضع مؤلفه في انتظام عند ما يعود سالما معافى ، بفضل الله ، من رحلته في أوروبا. وسيبدأ بوصف أوروبا ، والتي هي أجدر بأن تأتي في رأس البحث لشرفها ، ثم يتابع مع اكبر عناية واجتهاد وصف آسيا ، أي القسم الذي رآه من آسيا ، وأخيرا سيضع هذا المؤلف الصغير في المرتبة الثالثة.
__________________
(٢١٣) أي القبطية.
(٢١٤) «لأداء فريضة الحج» (المترجم)