١ ـ المسائل الأصلية المتلقاة يدا بيد عن الأئمّة المعصومين عليهمالسلام.
٢ ـ المسائل التفريعية التي استنبطها الفقهاء من تلك المسائل بالاجتهاد.
والقدماء من فقهائنا كانوا لا يتعرضون في تاليفاتهم الفقهية إلّا القسم الأوّل من المسائل ، وكانوا يحافظون فيها غالبا على ألفاظ الروايات أيضا ، بحيث كان الناظر في كتبهم يتخيل أنهم لم يكونوا أهلا للاجتهاد وأن الأواخر منهم كانوا يقلّدون الأوائل ، فراجع كتب الصدوق كالفقيه والمقنع والهداية ، ومقنعة المفيد ، ورسائل علم الهدى ، ونهاية الشيخ ، ومراسم سلّار ، والكافي لأبي الصلاح ، والمهذب لابن البراج ونحو ذلك. وذكر الشيخ في أول المبسوط ما حاصله :
«أن استمرار هذه الطريقة بين اصحابنا صار سببا لطعن المخالفين ، فكانوا يستحقرون فقه أصحابنا الامامية ، مع أن جلّ ما ذكروه من المسائل موجود في أخبارنا ، وما كثّروا به كتبهم من مسائل الفروع أيضا له مدخل في أصولنا ومخرج على مذهبنا لا على وجه القياس. وكنت على قديم الوقت وحديثه متشوق النفس إلى عمل كتاب يشتمل على هذه الفروع ، فيقطعني عن ذلك القواطع. وكنت عملت على قديم الوقت كتاب النهاية ، وذكرت فيها جميع ما رواه أصحابنا في مصنّفاتهم وأصّلوها من المسائل ، وعملت بآخره مختصر جمل العقود ، ووعدت فيه أن أعمل كتابا في الفروع خاصة ، ثم رأيت أن ذلك يكون مبتورا يصعب فهمه على الناظر فيه ، لأنّ الفرع إنما يفهمه إذا ضبط الأصل معه ، فعدلت إلى عمل كتاب يشتمل على عدد جميع كتب الفقه ، وأعقد فيه الأبواب وأقسّم فيه المسائل وأجمع بين النظائر وأستوفيه غاية الاستيفاء وأذكر أكثر الفروع التي ذكرها المخالفون.» (١)
فالشيخ ـ قده ـ صنّف النهاية على طريقة أصحابنا لنقل المسائل الأصلية فقط ، وصنّف المبسوط جامعا للأصول والفروع. وعلى هذا فإذا ذكرت المسألة في تلك الكتب المعدّة لنقل المسائل الأصلية المأثورة فاحدس بتلقّيها عن المعصومين عليهمالسلام ويكون إطباقهم في تلك
__________________
(١) مقدمة المبسوط ، ج ١ ، ص ١ الى ٣.