ومنها : موثقة مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ عليا عليهالسلام قال : «من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس. ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس.» (١)
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة.
وفي سنن الدارمي عن ابن سيرين ، قال : «أوّل من قاس إبليس. وما عبدت الشمس والقمر إلّا بالمقاييس.» (٢)
وعن الحسن أنّه تلا هذه الآية : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) قال :
«قاس إبليس ، وهو أوّل من قاس.» (٣)
وفي إعلام الموقعين بسنده عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «تفترق أمّتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة قوم يقيسون الدين برأيهم ؛ يحرّمون به ما أحلّ الله ويحلّون ما حرّم الله.» (٤)
والظاهريون من فقهاء السنّة وبعض المعتزلة أيضا ينكرون العمل بالقياس والرأي :
قال ابن حزم الأندلسي في المحلّى :
«ولا يحلّ القول بالقياس في الدين ولا بالرأي ، لأنّ أمر الله ـ تعالى ـ عند التنازع بالردّ إلى كتابه وإلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد صحّ ، فمن ردّ إلى قياس وإلى تعليل يدعيه ، أو إلى رأي فقد خالف أمر الله ـ تعالى ـ المعلّق بالإيمان وردّ إلى غير من أمر الله ـ تعالى ـ : بالردّ إليه ، وفي هذا ما فيه ، قال عليّ : وقول الله ـ تعالى ـ : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) ، وقوله ـ تعالى ـ : (تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) ، وقوله ـ تعالى ـ : (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ، وقوله ـ تعالى ـ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) إبطال للقياس وللرأي.» (٥)(٦)
__________________
(١) الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٢٥ ، الباب ٦ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ١١.
(٢) سنن الدارمي ، ج ١ ، ص ٦٥ ، باب تغيّر الزمان وما يحدث فيه.
(٣) سنن الدارمي ، ج ١ ، ص ٦٥ ، باب تغيّر الزمان وما يحدث فيه.
(٤) إعلام الموقعين ، ج ١ ، ص ٥٣.
(٥) المحلّى لابن حزم ، ج ١ ، ص ٥٦ ، المسألة ١٠٠.
(٦) ولاية الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٨ الى ٧٠.