٨ ـ وفي الحدائق نقلا عن السيّد المحدّث السيّد نعمة الله الجزائري في مقدّمات شرحه على التهذيب قال :
«وكم قد رأينا جماعة من العلماء ردّوا على الفاضلين بعض فتاويهم لعدم الدليل فرأينا دلائل تلك الفتاوى في غير الأصول الأربعة ، خصوصا كتاب الفقه الرضوي الذي أتي به من بلاد الهند في هذه الأعصار إلى أصفهان ، وهو الآن في خزانة شيخنا المجلسي ، فإنّه قد اشتمل على مدارك كثيرة للأحكام وقد خلت عنها هذه الأصول الأربعة وغيرها.» (١)
أقول : يظهر من هذه العبارة أنّ نسخة من فقه الرضا أيضا أتي بها للمجلسي من الهند ، فلا محالة تكون غير نسخة القاضي التي أتي بها من مكّة ، ولعلّها كانت في خلال الكتب التي كان يؤتي بها للمجلسي من البلاد النائية حين تأليفه للبحار. ومن المحتمل ولو ضعيفا أنّها كانت مأخوذة من نسخة السيّد علي خان ولو بالواسطة ، إذ السيّد كما في رياض العلماء (٢) كان مجاورا بمكّة ثمّ رحل في أوائل حاله إلى حيدرآباد من بلاد الهند وأقام بها مدة طويلة.
وكيف كان فهل الكتاب كان من إنشاء الإمام عليهالسلام ولو إملاء على غيره كما عليه المجلسيان وجمع من فحول المتاخرين ، ويؤيّد ذلك موافقة فتاوى الصدوقين لعباراته ، إذ دأب القدماء كان على الإفتاء بمتون الأخبار ، أو أنّه كتاب مكذوب على الإمام عليهالسلام بداعي دسّ بعض الفتاوى الباطلة فيه ، أو أنّه رسالة عليّ بن بابويه إلى ابنه الذي اعتمد عليه الصدوق في فتاويه في الفقيه وغيره وكان الأصحاب يرجعون إليها عند إعواز النصوص كما ربّما يستشهد لذلك بموافقة ما حكاه عنها ابنه في الفقيه والمقنع لما في هذا الكتاب ، وكذا ما حكاه عنها العلامة في المختلف ، وما أفتى به في الفقيه والمقنع لما في هذا الكتاب ، وكذا ما حكاه عنها العلامة في المختلف ، وما أفتى به في الفقيه بلا ذكر مأخذ ، أو أنّه كتاب التكليف الذي ألّفه محمّد بن عليّ الشلمغاني فعرضوه على وكيل الناحية المقدّسة أبي القاسم حسين بن روح فقال : ما فيه شيء إلّا وقد روي عن الأئمة عليهمالسلام إلّا موضعين أو ثلاثة فإنّه كذب عليهم كما في غيبة الشيخ الطوسي (٣)؟ في المسألة احتمالات بل أقوال :
__________________
(١) الحدائق ، ج ١ ، ص ٢٥ ، المقدّمة الثانية.
(٢) رياض العلماء ، ج ٣ ، ص ٣٦٥.
(٣) الغيبة لشيخ الطائفة ، ص ٢٥٢.