.................................................................................................
______________________________________________________
والشهيد (١).
احتجّوا : بما رواه عبيد الله الحلبي قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في سجدتي السهو : بسم الله وبالله وصلّى الله على محمد وآل محمد ، قال : وسمعته مرّة أخرى يقول فيهما : بسم الله وبالله السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته (٢).
قال المصنّف : وهي منافية للمذهب ، لرفع منصب الإمامة عن السهو (٣).
وأجاب العلامة : بعدم المنافاة بين الرواية والمذهب ، لأنّ الحديث لا يدلّ على سهو الامام ، بل معناه إنّه سمعه يقول ذلك على سبيل الإفتاء في سجدتي السهو. وكذا لا يدلّ على أنّه قد كان ساجدا وسمعه في سجوده ، بل على أنّه قال (عليه السلام) : «كذا في سجدتي السهو» (٤) كما يقال : سمعته يقول : «في النفس المؤمنة مائة إبل» أي يجب في دية النفس مائة من الإبل ، فكذا هنا ، فيكون معناه : إنّ حكم حكم به أبو عبد الله (عليه السلام) وأوجب أن يقال في سجود السهو : هذا الكلام.
وقوله : «والحق رفع منصب الإمامة عن السهو في العبادة» هذا قدح من المصنّف في الرواية وردّ لها ، قال : ولو سلّمناه لما وجب فيهما ما سمعه ، لاحتمال أن يكون قاله على وجه الجواز ، لا اللزوم (٥) ، وفيه أيضا ردّ على الصدوق حيث يجوّز السهو
__________________
(١) الذكرى : ص ٢٢٩ ، س ٣٣ ، قال في البحث الرابع مباحث سجود السهو : «فإنه يقول فيهما : بسم الله». انتهى
(٢) التهذيب : ج ٢ ، ص ١٩٦ ، باب ١٠ ، احكام السهو في الصلاة ، حديث ٧٤.
(٣) تقدم نقل قول المصنّف في المتن.
(٤) المختلف : في السهو والشك ، ص ١٤٣ ، س ٦ ، قال : «لا يقال : هذا الحديث لا يصح الاستدلال به فإن الإمام لا يجوز عليه السهو». انتهى
(٥) قاله في المعتبر ، لاحظ ، في أحكام الخلل ، ص ٢٣٤ ، س ١٩.