.................................................................................................
______________________________________________________
بلغة من العيش ، والمسكين الذي لا شيء له ، وأنشد قول الراعي :
أما الفقير الذي كانت حلوبته |
|
وفق العيال فلم يترك له سبد (١) |
فسمّاه فقيرا وأثبت له حلوبة هي وفق عياله ، وبه قال الفرّاء ، وثعلب ، وابن قتيبة ، والأصمعي ، وأبو زيد ، وأبو عبيدة ، وابن دريد ، وحكوه عن يونس.
(ب) : انه يؤكّد به ، فيقال : فقير مسكين ، وعادة أهل اللسان تأكيد الأضعف معنى بالأقوى منه ، ليفيد زيادة على ما يفيده المؤكّد ، وعن يونس قلت لأعرابي : أفقير أنت؟ قال : لا والله بل مسكين (٢) ولو لا انّ وجود الحاجة في المسكين أقوى لما حسن هذا التأكيد.
(ج) : قوله تعالى (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) (٣) اي ذا مجاعة ألصق بطنه بالتراب لشدّة حاجته وجوعه.
(د) : ما رواه في الصحيح أبو بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : قول الله عزّ وجلّ (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) (٤) ، قال : الفقير الذي لا يسأل الناس ، والمسكين أجهد منه ، والبائس أجهدهم (٥) ، وهو اختيار الشيخ في النهاية (٦) ، وأبي علي (٧).
__________________
(١) تقدّما في الهامش آنفا.
(٢) تقدّما في الهامش آنفا.
(٣) سورة البلد : الآية ١٦.
(٤) سورة التوبة : الآية ٦٠.
(٥) التهذيب : ج ٤ ، ص ١٠٤ ، باب ٢٩ ، باب الزيادات في الزكاة ، قطعة من حديث ٣١.
(٦) النهاية : ص ١٨٤ ، باب مستحق الزكاة وأقل ما يعطى وأكثر ، س ٦ ، قال : «فاما الفقير فهو الذي له بلغة من العيش».
(٧) المختلف : ص ١٨٠ ، في مصرف الزكاة ، س ٣٧ ، قال بعد نقل قول الشيخ في النهاية : «وهو اختيار ابن الجنيد».