.................................................................................................
______________________________________________________
قال : وأعطهم من ذلك كلّه سهم ذي القربى الذين قال الله تعالى (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) (١) نحن والله عنى بذي القربى وهم الذين قرنهم الله بنفسه وبنبيّه فقال : فانّ لله خمسة وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل (٢) منّا خاصة ، ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا ، أكرم نبيّه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ أيدي الناس (٣).
وروى محمد بن الحسن الأشعري قال : كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام) : أخبرني عن الخمس أعلى جميع ما يستفيده الرجل من قليل وكثير من جميع الضروب ، وعلى الصنّاع وكيف ذلك؟ فكتب بخطّه : الخمس بعد المئونة (٤).
وفي رواية علي بن مهزيار وقد اختلف من قبلنا في ذلك ، فقالوا : يجب على الضياع الخمس بعد المئونة مئونة الضيعة وخراجها ، لا مئونة الرجل وعياله؟ فكتب ـ وقرأه على بن مهزيار ـ عليه الخمس بعد مئونته ومئونة عياله وبعد خراج السلطان (٥) وروى محمد بن يزيد الطبري قال : كتب رجل من تجّار فارس ، من بعض موالي أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، يسأله الإذن في الخمس ، فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم ، إنّ الله واسع كريم ، ضمن على العمل الثواب وعلى الخلاف العقاب ، لا يحلّ مال إلّا من وجه أحلّه الله ، إنّ الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا وعلى موالينا وما نبذل ونشتري من أعراضنا ممّن تخاف سطوته ، فلا تزووه عنّا ، ولا تحرموا
__________________
(١) سورة الأنفال : الآية ٤١.
(٢) سورة الأنفال : الآية ٤١.
(٣) التهذيب : ج ٤ ، ص ١٢٦ ، باب ٣٦ ، تمييز أهل الخمس ومستحقّه ممّن ذكر الله في القران ، الحديث ٣ وفيه : أكرم الله نبيّه.
(٤) التهذيب : ج ٤ ، ص ١٢٣ ، باب ٣٥ ، الخمس والغنائم ، الحديث ٩ وفيه : ما يستفيد الرجل.
(٥) التهذيب : ج ٤ ، ص ١٢٣ ، باب ٣٥ ، الخمس والغنائم ، قطعة من حديث ١١.