.................................................................................................
______________________________________________________
تمسّك بأصل ، أو خصوص كتاب أو سنّة ، وما يرد عليه ، وربّما ذكرت جواب الإيراد. ولم أتقيّد بالمسائل التي أشار فيها إلى الخلاف ، بل إذا كانت المسألة غامضة وان لم تكن خلافيّة ، أو لم يشر إليها بالخلاف ، وهي مشكلة ، أو كانت قابلة للشعب المحتملة ذكرتها بما يظهر شعاعها ، ويكشف قناعها ، مستقربا لشعبها بحسب الإمكان ، بعبارات تسابق معانيها الأذهان ، وتعجب استماعها الأذان وأودعته من التفريعات ، والغرائب والنكات ، ما خلت عنه أكثر المطوّلات ولم يوجد في المختصرات سالكا طريق الإيجاز والاختصار ، متنكبا (١). عن الإطالة والإكثار.
وسميّته بـ (المهذّب البارع) في شرح مختصر الشرائع. وان شئت فسمّه (جامع الدقائق وكاشف الحقائق) لأنه لا يمرّ بمسئلة مشكلة ، إلّا جلّاها غاية الجلاء ، ولا لمعضلة إلّا وشفى من بحثها غاية الشفاء ، ورتّبت في أول كلّ كتاب ، مقدمة أو مقدّمات ، أذكر فيها تعريفه وسند مشروعيّته من الكتاب والسنّة والإجماع وما يليق به من التمهيد. فكان كالدستور يرجع إليه في المشكلات ، ويعتمد عليه في المعضلات ، ويتفكّه منه بالتفريعات (بالتعريفات) والله أسأل أن يقبله بكرمه وفضله ، وينفع به الطّالبين بمنّه وطوله ، إنّه على كلّ شيء قدير وبالإجابة جدير ، وهو حسبي ونعم الوكيل.
__________________
(١) متنكبا : اى متجنّبا.