.................................................................................................
______________________________________________________
الفن : ولهذا ترى العلامة افتى مرة بالوجوب في بعض مصنفاته مثل المنتهى ، واخرى بالندبية كسائر كتبه ، وإشكالها من وجهين : أصل الوجوب أو الندب ، ثم تعيين ، الواجب والمخرج ، وهو أشكل : لكثرة اختلاف الأقوال ، لاختلاف الروايات.
والذي يظهر على الظن هو الندبية ، للأصل ، والا وأمر المطلقة ، وعدم ذكره في تعليمه صلى الله عليه وآله المسيئ بصلاته (١) : والجواب ، بعلمه ، بعيد : إذ الأعرابي ما يعرف ذلك كيف وما يعرفه الان اجلة العلماء من العامة والخاصة :
وعدم ذكره في مثل بيان أفعال الصلاة بقوله (انما صلاتنا هذه تكبيرة وقراءة وركوع وسجود (٢)) وغير ذلك :
والجواب : ـ بأنه معلوم دخول غيرها فيها ، فلا يراد الحصر : ـ ليس بسديد ، لان دخول شيء آخر بدليل ، لا ينافي عدم دخوله.
وصحيحة الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم (في الزيادات) عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا فرغ من الشهادتين فقد مضت صلاته ، فان كان مستعجلا في أمر يخاف ان يفوته فسلّم وانصرف اجزئه (٣).
وقوله (فقد مضت) مع (قد) التحقيقية : تدل على عدم وجوب السلام ، فيكون قوله (فسلم) للاستحباب : وفيها دلالة أيضا على عدم وجوب
__________________
(١) رواه البخاري في كتاب الأذان : (باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر فيها وما يخافت) ولفظ الحديث هكذا : (عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم دخل المسجد ، فدخل رجل فصلى ، فسلم على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فردّ ، وقال ارجع فصّل ، فإنك لم تصل ، فرجع يصلّى كما صلّى ، ثم جاء فسلّم على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فقال ارجع فصّل فإنك لم تصلّ ، ثلاثا ، فقال والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني : فقال : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرء ما تيسّر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئنّ راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئنّ ساجدا ثم ارفع حتى تطمئنّ جالسا ، وافعل ذلك في صلاتك كلها) وقريب منه في (جامع احاديث الشيعة) باب ٢ بدء الصلاة وكيفيتها وآدابها حديث ـ ١٠ عن عوالي اللئالى فراجع.
(٢) قطعة من الحديث المنقول آنفا عن جامع احاديث الشيعة باب ٢ بدء الصلاة وكيفيتها وآدابها حديث ـ ١٠.
(٣) الوسائل باب ٤ من أبواب التشهد حديث ـ ٢.