.................................................................................................
______________________________________________________
فائدة الخطبة هو السّماع ، وفيه تأمّل. لأنّ المتبادر في مثله ، أنّ حكمه حكم الصلاة. أو كالصلاة ، فيكفي كون ثوابه ثوابها. والتأكيد في الوجوب وسائر الاحكام الّتي معلوم ثبوته فيهما. والتشبيه لا يقتضي الاتّحاد ، لا في النفس ولا في جميع الاحكام ، بل المساواة أيضا لا تقتضي ذلك ، كما بين في الأصول في مسئلة (لا يستوي). وهو ظاهر ، وغير ظاهر كون الفائدة ذلك ، مع أنّه يحصل بالاتّفاق ، ومن دون إيجاب الإصغاء ، فلا يثبت وجوبه ، به. والخفاء في دلالة الدّليل على تحريم الكلام على المستمعين أكثر.
والظّاهر عدم وجوب الطّهارة به. والأصل دليل قويّ ، والخروج عنه بمثله مشكل ، مع صحيحة محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال ، إذا خطب الامام يوم الجمعة فلا ينبغي لأحد أن يتكلّم حتّى يفرغ الامام من خطبته ، فإذا فرغ الامام من الخطبتين تكلّم ما بينه وبين أن تقام الصلاة ، فإن سمع القراءة أو لم يسمع أجزأه (١) فإنّ (لا ينبغي) أكثر استعماله في المكروه ، بل ظاهر فيه.
ويدلّ عليه أيضا ، قوله ، «تكلّم ما بينه وبين أن تقام الصلاة» حيث يكره بعده الكلام أيضا على ما تقدّم. وأيضا عدم البأس لو لم يسمع القراءة ، يدلّ عليه.
وتدلّ هذه مع الصحيحة المتقدّمة ، على عدم ثبوت أحكام الصّلاة بينها وبين الصلاة. فلا يثبت فيهما أحكامها ، بكونهما صلاة ، لبعد عدم أحكامها بعدهما ، وقبل الصلاة ، مع كونهما صلاة ، لأنّهما بدل ركعتي الظهر. وما نقل عن طرق العامّة «بينما رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل إليه ، فقال : هلك الكراع ، هلك الشاة ، فادع الله أن يسقين» (٢) وفي آخر : «ثمّ دخل رجل والرسول يخطب ، فقال يا رسول الله : هلك الأموال ، فادع الله يرفعها عنّا» (٣). وفي آخر «إنّ رجلا قام إلى النّبي صلى الله عليه (وآله) وهو يخطب ، فقال
__________________
(١) الوسائل باب (١٤) من أبواب صلاة الجمعة وآدابها ، حديث : ١
(٢) صحيح البخاري كتاب الجمعة باب رفع اليدين في الخطبة.
(٣) صحيح مسلم كتاب صلاة الاستسقاء (٢) باب الدعاء في الاستسقاء قطعة من حديث : ٨ ولفظ الحديث (قال : ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ، ورسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قائم يخطب ، فاستقبله قائما ، فقال يا رسول الله : هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا الحديث)