.................................................................................................
______________________________________________________
لا يوجب ذلك ، لمواظبتهم على الاستحباب ، فلا تأسي : فإن ذلك (١) بعد العلم بالوجه ، وهو منتف ، فينتفى : وفعلهم مع القرينة يفيد الاستحباب ، وبدونها الإباحة ، كما حقق في محله : وما ثبت (صلوا كما رأيتموني أصلي) (٢) في المندوبات أيضا.
ويؤيده جواز فعله جالسا ، بل مضطجعا وراكبا بغير القبلة : وكذا ماشيا سفرا وحضرا ، بغير القبلة : ويدل على ذلك رواية الحلبي ، أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن صلاة النافلة على البعير والدابة؟ فقال : نعم ، حيث ما كنت متوجها ، قال : فقلت : على البعير والدابة؟ قال : نعم ، حيث ما كنت متوجها ، قلت : استقبل القبلة إذا أردت التكبير؟ قال : لا ، ولكن تكبر حيث ما كنت متوجها ، وكذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وآله (٣).
وليس من (قلت. الى. متوجها) في التهذيب ، وقال : في المنتهى انها صحيحة : وهي في التهذيب كذلك : وفي طريق الكافي ، محمد بن سنان عن ابن مسكان (٤) ومحمد ضعيف : والظاهر ، ان ابن مسكان ، هو عبد الله الثقة ،
__________________
(١) أي دلالة فعلهم عليهم السلام على الوجوب ، بعد العلم بوجه الفعل ، والعلم بوجه الفعل في المقام منتف ، فينتفى الوجوب.
(٢) صحيح البخاري ، باب الأذان للمسافر قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : حدثنا مالك : أتينا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ونحن شبيبة متقاربون ، فأقمنا عنده عشرين يوما وليلة ، وكان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم رحيما رفيقا ، فلما ظن انا قد اشتهينا أهلنا ، أو قد اشتقنا ، سألنا عمن تركنا بعدنا؟ فأخبرناه ، قال : ارجعوا الى أهليكم فأقيموا فيهم ، وعلموهم ، ومروهم ، وذكر أشياء احفظها ، أولا احفظها : وصلوا كما رأيتموني أصلّي ، فإذا حضرت الصلاة ، فليؤذن لكم أحدكم ، وليؤمكم اكبركم.
وفي مسند احمد بن حنبل ، ج ٥ ص ٥٣ : عن مالك بن حويرث ، وهو أبو سليمان : أنهم أتوا النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، هو وصاحب له ، فقال : أحدهما ، صاحبين له ، أيوب أو خالد ، فقال : لهما إذا حضرت الصلاة ، فأذنا واقيما وليؤمكما اكبركما : وصلوا كما رأيتموني أصلي.
وقال في الفصل التاسع من غوالي اللئالى : وروى أبو قلابة ، قال : جاءنا مالك بن الحويرث فصلى في مسجدنا ، فقال : والله انى لا صلى وما أريد الصلاة ، ولكني أريد أن اريكم كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى ، قال : وكان مالك ، إذا رفع رأسه من السجدة الأخيرة في الركعة الأولى ، استوى جالسا ثم قام واعتمد على الأرض ، وقال : قال النبي صلى الله عليه وآله : صلوا كما رأيتموني أصلي.
(٣) الوسائل باب ١٥ من أبواب القبلة حديث ـ ٦ ـ ٧.
(٤) سند الحديث في الكافي هكذا (محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن