ربعيات (١٤٩) للرطل. والمالوف أن يصاد هنا سمك ممتاز يدعى لكشيا (١٥٠) في روما. ويبدأ الصيد في مطلع تشرين الأول (اكتوبر) وينتهي في نيسان (ابريل) كما سنورده خاصة في معرض كلامنا عن الأنهار.
ويأتي بعد الصيادين صناع أقفاص الدجاج. وتصنع هذه الاقفاص من القصب ، وهنا نجد أربعين دكانا ، لأن كل واحد من سكان المدينة يقتني عددا كبيرا من الدجاج لتسمينها. وحرصا على النظافة لا تترك الدجاجات طليقة في البيت بل تحبس في أقفاص كبيرة.
وعلى مسافة أبعد من ذلك نجد باعة الصابون الذين يبيعون صابونا سائلا. ولا نجد سوى القليل من هذه الدكاكين متجمعة! إذ نجد منها في كل الأحياء. ولا يصنع هذا الصابون في المدينة بل في الجبال المجاورة وينقله الجبليون والبغّالة لبيعه من أصحاب هذه الدكاكين المذكورة.
ونجد بعدهم باعة الدقيق ، والقليل من هذه الدكاكين يكون بحالة تجمع لأننا نجدها مبعثرة في سائر الاحياء. ثم نجد باغة حبوب البذار ، وكذلك بذور الخضار ، ويبيع هؤلاء بعض حبوبهم للتغذية ولكن بكميات زهيدة ، إذ ليس من العادة ان يبيع أحد من أبناء المدينة قمحه. وفي هذا السوق عدد كبير من الذين يشحنون هذا الحب بواسطة بغال أو خيول الحمل. وينقلون عادة كيلين ونصف على ظهر كل حيوان ولكن في ثلاثة عدول الواحد فوق الآخر ، وعليهم ان يكيلوا هذا الحب.
ثم يأتي بعدهم باعة القش الذين يتوزعون في عشر دكاكين. وبعدها نجد السوق الذي تباع فيه خيوط الكتان وحيث يجري تمشيط أليافه. ويقوم هذا السوق في بناء كبير محاط بأربعة أروقة ، في احداها يوجد باعة الأقمشة الكتانية والمستخدمون الذين يزنون الخيوط ، وفي الرواقين الآخرين النسوة اللائي يبعن هذه الخيوط التي تتوافر هنا بمقادير كبيرة. هذا كما يباع الخيط أيضا بواسطة المنادين الذين يتجولون به في السوق. ويبدأ البيع ظهرا وينتهي عند العصر. وتباع كمية كبيرة من هذه الخيوط. وقد زرعت في وسط الساحة بضعة أشجار توت لنشر الظل. ويقصد الناس احيانا هذا السوق بغية التسلية ،
__________________
(١٤٩) أو كواتريني ويعادل ١٠ قروش أو سنتيم.
(١٥٠) أي الشبوط.