قليلا عن ثماني أذرع (١٧١). وفيما عدا ذلك يقدم أيضا ثلاثة لحف منجدة ذات غلاف حريري جميل التطريز من جهة وأخرى مع بطانة داخلية محشوة بالقطن ، فضلا عن دثار أبيض محشو بالقطن ولكنه خفيف يستعمل في الصيف. ويقدم أخيرا بساطا صغيرا ذا أشرطة جلدية مذهبة تتدلى منه «شرابات» حريرية مختلفة الألوان. ويوضع زر من حرير مثبت فوق كل شرابة كي يمكن تعليق هذا البساط على الجدار. ذاك ما يضاف إلى المهر وأحيانا أكثر من ذلك. وهكذا تعرض الكثير من الأشراف للافتقار في سبيل مثل هذه الزيجات ، ويعتقد بعض الطليان أن الرجال في أفريقيا هم الذين يقدمون المهر للنساء ، والواقع لا يعرفون شيئا كبيرا في هذا المجال.
وحينما يذهب الرجل ليأتي بزوجته إلى منزله ، يقوم بإدخالها أولا في صندوق خشبي مثمن الأوجه مغطى بجميل الأقمشة من الحرير و «البروكار». ويحمل الحمالون هذا الصندوق فوق رءوسهم. ويتألف الموكب من أصدقاء والد الزوجة وأصدقاء الزوج ومن قارعي الطبول والمزامير والنافخين بالنايات وحملة المشاعل العديدة. ويسير أصدقاء العريس في مقدمة المواكب حاملين مشاعلهم ، أما أصدقاء والد الفتاة فيتبعون العروس.
والعادة أن يمر الموكب من السوق الكبير ثم من قرب الجامع. وما ان يصل الموكب إلى السوق حتى يودع الزوج والد العروس وأهلها ، ويدخل بيته على عجل كي ينتظر زوجته في غرفته. ويرافق العروس أبوها وأخوها وعمها حتى باب الغرفة ويسلمونها جميعا ليد أم الزوج. وما إن تدخل الزوجة الغرفة حتى يبادر الزوج بوضع قدمه فوق قدم زوجته. وبعد هذا يختلي الاثنان حالا في غرفتهما. وفي هذه الأثناء يكون أهل البيت منهمكين في إعداد طعام العرس ، بينما تقف امرأة على باب الغرفة ريثما يتم افتضاض بكارة الزوجة ، ويدفع العريس للمرأة بقماش مبلل بالدم. وعندها تنطلق المرأة لمواجهة المدعوين ولتعرفهم بصوت مرتفع أن العروس كانت عذراء. وهنا يقدم أهل الزوج الطعام لهذه المرأة التي تبادر بعدئذ بصحبة نسوة أخريات لمقابلة أم العروس حيث تستقبل بالتكّريم ويقدم لها الطعام أيضا.
ولكن إذا حدث وكانت الزوجة غير عذراء فإن الزوج يعيدها لأبيها ولأمها. وفي ذلك عار كبير عليهما لا سيما وأن المدعوين يخرجون جميعا دون أن يأكلوا.
__________________
(١٧١) ٥ م.