وهناك ثلاث ولائم في العرس : الأولى تكون في ليلة دخول العريس بزوجته ، وتقع الثانية في ثاني ليلة ولا يدعى إليها إلا النساء ، والثالثة بعد أسبوع. وهذه يحضرها والد العروس وكل أقربائها. ومن المألوف في هذا اليوم أن يرسل والد العروس هدايا هامة لبيت الزوج وتتألف من علب من الحلوى ومن خراف كاملة. ويخرج العريس من بيته بعد سبعة أيام ويذهب مسرعا لشراء كمية معينة من السمك ويجلبها للبيت ويعطيها لأمه أو لسيدة أخرى كي ترمي بها على قدمي العروس. ويعتبر هذا فألا حسنا وهي عادة قديمة جدا.
وفضلا عن هذه الولائم الثلاث والتي تكون في بيت الزوج ، هناك أيضا وليمتان في منزل والد الزوجة. وتقع الأولى قبل يوم واحد من ميعاد العرس في المساء. ويدعو الأب إليها أصدقاء الأسرة. وتستمر الأفراح طيلة الليل ويرافقها الرقص. وفي اليوم التالي تأتي النسوة والمختصات بتجميل العرائس ، أي الماشطات ، ويمشطن شعرها ، ويطلين خدها بالأحمر ، واليدين والقدمين بالأسود مع رسوم جميلة ، أي بالحناء والنقش. ولكن لا تدوم هذه الأصبغة طويلا. وفي هذا اليوم تكون الوليمة الثانية. وتجلس العروس فوق دكة كي تكون على مرأى من الجميع. وعندئذ يقدم الطعام للسيدات اللواتي قمن بتزيين العروس وبتجميلها.
وعندما تصل العروس لبيت زوجها ، يرسل أصدقاء الزوج الحميمون أوعية كبيرة مليئة بالزلابية ، ومثلها أوعية مليئة بالعسل وبالخراف المشوية الكاملة. ويدعو العريس عددا من الأشخاص ويوزع الهدايا فيما بينهم. ويستمر الرقص طوال الليل على أنغام الموسيقيين والمطربين والأغاني التي تتناوب مع الموسيقى والعديد من الألحان العذبة للغاية. ويرقص راقص واحد في كل مرة ، وعندما يخرج من رقصه ، يستخرج من فمه قطعة نقود يقذفها فوق سجادة المطربين. وإذا أراد أحد الأصدقاء تكريم الراقص دعاه لأن يجثو أمامه على ركبتيه ويلصق على وجهه قطع نقود يرفعها المطربون بعد ذلك حالا. وترقص النساء بمعزل عن الرجال ، فلهن حفلاتهن الراقصة ومطرباتهن وموسيقاهن.
كل شيء يجري حسب هذه الصورة فيما إذا كانت العروس عذراء. ولكن إذا كان قد سبق لها الزواج تكون حفلة العرس أقل أبهة. وتقضي العادة في مثل هذه الحالة أن يقدم لحم ثور وخروف ودجاج مسلوق يضاف إليها أنواع من الخضر. ويوضع أمام