المدينة من كل شخص مصاب بالجذام. وهم مخولون إخراج أي شخص مصاب بالمرض المذكور من المدينة وإسكانه في هذا الربض. وإذا مات مجذوم دون وارث ، فإن نصف تركته يعود لبلدية الربض ، والنصف الثاني للشخص الذي أرشد لحالته عند إصابته. وإذا كان للمجذوم أبناء عادت التركة لأولاده. وعلينا أن نعرف أن المصابين ببقع بيضاء فوق أجسامهم يعتبرون في عداد المجذومين (٢٠٤) وكذلك المصابون بأمراض مستعصية على الشفاء (٢٠٥). وعلى مسافة ما من هذا الربض المذكور يقوم ربض آخر يسكنه العديد من البغالة والخزافين والبنائين والحطابين. وهذا الربض صغير يحوي حوالي مائة وخمسين أسرة (٢٠٦)
هذا ويوجد أيضا ربض كبير على الطريق الواقع إلى الغرب من فاس ، ربض يؤوي قرابة أربعمائة أسرة ، ولكنه لا يشتمل إلا على خرائب يسكنها فقراء الناس وفلاحون لا يريدون أو لا يستطيعون الإقامة في البوادي (٢٠٧).
ويقع بجوار هذا الربض سهل كبير يمتد من الربض حتى النهر على مسافة ميلين تقريبا (٢٠٨). ويمتد هذا السهل على طول ثلاثة أميال (٢٠٩) في اتجاه الغرب. ويقام فيه سوق كل يوم خميس. ويجتمع فيه الناس بأعداد كبيرة ، ويأتون إليه بماشيتهم والتجار بسلعهم (٢١٠)
__________________
(٢٠٤) أي المصابون بالسهق.
(٢٠٥) لا يعطي الرحالة الفرنسي مارمول اسم هذا الربض ، بل يكتفي بالقول بأنه يوجد فيه مارستان ، أي مستشفى وكانت مراكز العزل هذه تدعى في المغرب حارة ، غالبا ، أي الحي المخصص للمجذومين ، ويحدد مارمول مكان هذا الحي في غرب المدينة ، ولكن من المحتمل جدا أنه كان يقع في غرب باب الغصة ، قرب الكهوف وحيث أقام السلطان المريني أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق هذا المركز سنة ١٢٦٠ م.
(٢٠٦) سمي مارمول هذا الحي ربض الكيفان ، جمع كف ، ومعناه الجرف الجبلي المثقب بالكهوف ـ ويذكر أن هؤلاء الفقراء يسكنون الكهوف. وتدعى الأرض الواقعة غرب قبور المرينيين إلى الشرق من البرج الشمالي ، وشمالي الطريق الدائري حول مدينة فاس ، بإسم كف المصابيح. أما الأراضي الواقعة إلى الجنوب منه فتدعى كف المليك مما يدفعنا للافتراض بأن «الكيفان» كان يقع في هذه الأنحاء.
(٢٠٧) يسمي مارمول هذا الربض باسم سوق الخميس ، ويحدد مكانه في غربي الربض السابق على طريق مكناس والقصر الكبير ويجب أن يفهم من ذلك أن هذا الطريق كان ينطلق من باب العقبة ، وينطبق تقريبا على الطريق الدائري الحالي في فاس. وكان يقع هذا الربض على الأغلب ، على حافة المحاجر القديمة الواقعة شمالي قصبة الشراردة التي شيدت سنة ١٦٧٠ م.
(٢٠٨) لا تخلو هذه المسافة من مبالغة شديدة ، إذ لا يمكن أن تتجاوز المسافة نصف ميل أو ٨٠٠ م من الربض حتى النهر.
(٢٠٩) أي قرابة ٥ كم ، وهذه مسافة لا تخلو من مبالغة أيضا.
(٢١٠) أي الرسم التجاري على المبيعات.