الفضة والذهب. وأرسل مندوبيه لسائر أنحاء العالم لجمع الضرائب ، وكانت طنجة إحدى المدن التي تدفع له الضرائب في ذلك العصر. ولكن المؤرخين الثقاة يقولون أن الرومان هم الذين بنوا طنجة على ساحل المحيط في العصر الذي كانوا يحكمون فيه غرناطة أسبانيا ، على مسافة ثلاثين ميلا (٣٤١) من اعمدة هرقل (٣٤٢) وعلى مسافة مائة وخمسين ميلا من فاس.
وحينما كان القوط يحكمون غرناطة أسبانيا ، كانت طنجة ملحقة بسبتة إلى أن سقطت بيد المسلمين ، وذلك عندما احتلوا مدينة أرزيلا (٣٤٣).
وقد كانت طنجة على الدوام مدينة مطمئنة ، شريفة ، ومأهولة جيدا بالسكان. وكانت تضم قصورا منها القديم ومنها الحديث.
هذا والأراضي المحيطة بها ملائمة لزراعة الحبوب ، ولكن يوجد بجوار المدينة واد ترويه مياه عين حيث تنتج المزارع العديدة فيه البرتقال والليمون وثمارا أخرى. كما تظهر بعض الكروم في خارج المدينة ولكن التربة هنا رملية.
وقد عاش سكانها في بحبوحة من العيش إلى أن سقطت أرزيلا (٣٤٤) ، وعندما وصلهم نبأ هذا الحادث احتمل كل من سكانها أثمن ما يملكه من أشياء ، وهرب من المدينة ملتجئا إلى فاس. وحينئذ أرسل قبطان ملك البرتغال ضابطا احتلها باسم ملك البرتغال إلى أن أرسل الملك اليها أحد أقربائه (٣٤٥). ولهذه المدينة في الواقع مكانة هامة بسبب قربها من جبال غمارة ، التي يسكنها أعداء النصارى.
ولكن قبل سقوطها تحت سلطة البرتغاليين بخمس وعشرين سنة ، كان ملك البرتغال قد أرسل إليها أسطولا كبيرا ، وقد تصوّر ان المدينة لن تستطيع الحصول على أية نجدة لأن ملك فاس كان منهمكا حينئذ في حرب ضد متمرد انتزع منه مكناس. ولكن
__________________
(٣٤١) ٤٨ كم تقريبا.
(٣٤٢) أي سبتة.
(٣٤٣) يظهر أن الواقع كان على خلاف ذلك عند الاحتلال الاسلامي لمدينة طنجة إذ كانت ملحقة بملكة الويز يقوط في أسبانيا ، أو كانت على الأقل الباب المفتوح لهذه المملكة على افريقيا. اما سبتة التي كان اسمها سبتيون فقد كانت قلعة تابعة لأمبراطورية القسطنطينية الرومانية.
(٣٤٤) بتاريخ ٢٤ آب (أغسطس) ١٤٧١ م.
(٣٤٥) الحقيقة أن الملك الفونس الخامس قد اشترك بنفسه في الحملة ، وأرسل إلى طنجة دون جاءو ، ابن دون براغانس الذي استولى على المدينة بتاريخ ٢٨ آب (أغسطس) ١٤٧١ م.