والحمامات كثيرة ، وهي أدق نظاما وأكثر يسرا وتسهيلا من حمامات فاس ، ولكنها لا تضارعها جمالا ولا اتساعا.
وتوجد في خارج تونس مزارع غاية في الإبداع تنتج فواكه رائعة ، بكميات قليلة ، ولكنها في غاية الجودة. وهناك عدد لا يحصى من البساتين المزروعة بالبرتقال والليمون ، وبالورود وبزهور جميلة أخرى. وفي المكان الذي يدعى الباردو على الخصوص توجد البساتين والقصور الفخمة لملك تونس. وهذه القصور مبنية بصورة رائعة مع منحوتات ورسوم كثيرة الإتقان.
وعلى مسافة أربعة إلى ستة أميال حول المدينة (١١٦) تنتشر مصانع عديدة لإنتاج الزيت لا لتموين مدينة تونس فحسب بل للتصدير كذلك إلى مصر. ويصنع من حطب الزيتون فحم يستخدم في المدينة. ويستعمل جزء من هذا الحطب في التدفئة فلا يبقى منه شيء يعتد به للاستعمالات الأخرى. وكذلك لا توجد مدينة في العالم يعوزها الحطب لهذه الاستعمالات بالقدر الذي يعوز تونس.
وأخيرا فإن البؤس الذي يفتك بفقراء الشعب في تونس يؤدي إلى اضطرار الكثير من النساء إلى أن يأكلن بأثدائهن بثمن بخس ، والكثير من الغلمان إلى التخنث ، وهؤلاء الغلمان هم أكثر دناءة وأفحش وقاحة ، وأشد فجورا من النساء المومسات.
ومهما كان عليه الحال فإن لسيدات تونس هنداما جيدا ويتزين بتظرف. وعندما يكن في الخارج يسترن وجوههن مثل نساء فاس. ويخفين وجوههن بوضع عصبة عريضة جدا من قماش فوق الجبين. وهناك حجاب آخر يدعى سفساري ، يجعل من رءوس النساء رءوسا ضخمة كبيرة ، ولا تعنى النسوة إلا بزينتهن وعطرهن ، ودليل ذلك أن باعة العطور هم دوما آخر من يغلق دكاكينهم.
ولسكان تونس عادة أكل نوع من مستحضر يدعى الحشيش (١١٧). وهو غال جدا. وعندما يؤكل منه مقدار اونسه (١١٨) يصبح آكله مرحا ، ويستغرق فى الضحك ،
__________________
(١١٦) من ٨ إلى ١٠ كم.
(١١٧) يستخلص الحشيش من القنب الهندي ويضاف إليه السكر ومستحضرات متنوعة.
(١١٨) حوالي ٢٨ غرام.