والصحيفة وهو على غير وضوء ؟ قال : « لا » (١) بناءً على أن المنع من الكتابة فيه للمحدث لعلّه من حيث احتمال تحقق المساورة لأصل الكتابة فمنع عنها من باب المقدمة ، وإلّا فلا قائل به على الظاهر .
خلافاً للمبسوط وابني برّاج وإدريس (٢) ، فالكراهة ؛ للأصل ، وضعف سند الأخبار ودلالة الآية باحتمال عود الضمير فيها إلى الكتاب المكنون ، والتطهير : التطهير من الكفر . وضعف الجميع ظاهر بما تقدّم .
وليس في النهي عن التعليق ومس الخيط الذي هو للكراهة اتفاقاً من المشهور دلالة على كون النهي عن المس لها أيضاً لوحدة السياق ؛ لمعارضته (٣) بنهي الجنب فيه عنه أيضاً ، وهو للتحريم إجماعاً ، كما يأتي إن شاء الله تعالى ، فيكون النهي عن المس كذلك أيضاً لذلك (٤) ، وتعارض السياقين يقتضي بقاء النهي عن المس على ظاهره .
هذا مع احتمال كون المنهي فيه عن تعليقه ما يمكن فيه مساورة كتابته لجسده ، ولا تصريح فيه لغيره ، وكون (٥) الخط بدل الخيط كما في النسخة الْاُخرى ، فيكون (٦) حينئذ تأكيداً للنهي عن مس الكتابة ، أو بياناً لأنواع المنهي عنه في المس ، ولا إجماع على الكراهة في شيء من ذلك ، فلا سياق يشهد على الكراهة أصلاً .
____________________
(١) التهذيب ١ : ١٢٧ / ٣٤٥ ، الوسائل ١ : ٣٨٤ أبواب الوضوء ب ١٢ ح ٤ ، ورواها في البحار ١٠ : ٢٧٧ .
(٢) المبسوط ١ : ٢٣ ، ابن البراج في المهذب ١ : ٣٢ ، وابن إدريس في السرائر ١ : ٥٧ .
(٣) علة لقوله : ليس في النهي دلالة . منه رحمه الله .
(٤) أي وحدة السياق . منه رحمه الله .
(٥) أي ولاحتمال ، فهو عطف على قوله : المنهي . منه رحمه الله .
(٦) أي النهي عن الأمرين . منه رحمه الله .