في «مهاد» أن تكون فاعلا ب «لهم» ، فتكون الحال من قبيل المفردات ، وأن تكون مبتدأ ، فتكون من قبيل الجمل.
و «من جهنّم» حال من «مهاد» ؛ لأنّه لو تأخر عنه لكان صفة ، أو متعلق بما تعلّق به الجار قبله.
و «جهنّم» لا تنصرف لاجتماع التّأنيث والتعريف.
وقيل : اشتقاقه من الجهومة ، وهي الغلظ يقال : رجل جهم الوجه أي غليظه ، فسميت بهذا لغلظ أمرها في العذاب.
و «المهاد» جمع : مهد ، وهو الفراش.
قال الأزهريّ (١) : «المهد في اللّغة الفرش ، يقال للفراش : مهاد».
قوله : (وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ) غواش : جمع غاشية ، وللنّحاة في الجمع الذي على فواعل إذا كان منقوصا بقياس خلاف : هل هو منصرف أو غير منصرف؟.
فبعضهم قال : هو منصرف ؛ لأنه قد زال [منه] صيغة منتهى الجموع ، فصار وزنه وزن جناح وقذال فانصرف.
وقال الجمهور : هو ممنوع من الصّرف ، والتنوين تنوين عوض.
واختلف في المعوّض عنه ماذا؟ فالجمهور على أنّه عوض من الياء المحذوفة.
وذهب المبرد إلى أنّه عوض من حركتها ، والكسر ليس كسر إعراب ، وهكذا : حوار وموال (٢) وبعضهم يجرّه بالفتحة ، قال : [الطويل]
٢٤٦٧ ـ ولو كان عبد الله مولى هجوته |
|
ولكنّ عبد الله مولى مواليا (٣) |
__________________
(١) ينظر : تهذيب اللغة للأزهري ٦ / ٢٢٩.
(٢) تنوين المنقوص مثل جوار وغواش ليس تنوين تمكين فلا يمتنع من الأفعال كما لا يمتنع تنوين الترنم وكان يونس وعيسى وأبو زيد والكسائي فيما حكاه أبو عثمان ينظرون إلى جوار ونحوه من المنقوص فكلما كان له نظير من الصحيح مصروف صرفوه ، وما لم يكن نظيره مصروفا لم يصرفوه ، وفتحوه في موضع الجر كما يفعلون في غير المعتل ويسكنونه في موضع الرفع خاصة ففتحوه في موضع الجر كما في البيت الذي معنا. وهو قول أهل بغداد ، والصرف قول الخليل وسيبويه وأبي عمرو بن العلاء وابن أبي إسحق وسائر البصريين. (ابن يعيش ١ / ٦٤) فالأكثر على أن جوار كقاض رفعا وجرا وقد جاء عن بعض العرب جواري كمولى مواليا فهو ضرورة إذا احتاج إليها الشاعر أو اضطر إليها فمن حقه أو إجراء للمعتل مجرى الصحيح إخراجا له على الأصل فلا يصرفه.
(٣) البيت للفرزدق ينظر : خزانة الأدب ١ / ٢٣٥ ، شرح أبيات سيبويه ٢ / ٣١١ ، سيبويه ٢ / ٥٨ ، ٥٩ ، المقتضب ١ / ١٤٣ ، ما ينصرف وما لا ينصرف ١١٤ ، العيني ٤ / ٣٧٥ ، ابن سلام ١٧ ، الشعراء ٧٦ ، ابن يعيش ١ / ٦٤ ، التصريح ٢ / ٢٢٩ ، الهمع ١ / ٣٦ ، اللسان (ولى) أوضح المسالك ٣ / ١٦١ ، المقاصد النحوية ٤ / ٣٧٥ ، الدرر اللوامع ١ / ١١ ، طبقات الزبيدي ٢٧٥ ، منهج السالك ٣ / ٢٧٣. شرح اللمع ٢ / ٤٨٨ ، الإفصاح للفارقي ٢٩٤ ، الكافية ١ / ٥٨ ، ومراتب النحويين ٣١ ، والدر المصون ٣ / ٢٧.