اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٩ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

فقيل هما بمعنى واحد وهو : الميل والانحراف ، ومنه : لحد القبر ؛ لأنّه يمال بحفرة إلى جانبه ، بخلاف الضّريح ؛ فإنّه يحفر في وسطه.

ومن كلامهم ، ما فعل الواحد؟ قالوا : لحده اللّاحد ، وإلى كونهما بمعنى واحد ذهب ابن السّكيت وقال : هما العدول عن الحقّ ، وألحد : أكثر استعمالا من «لحد» ؛ قال : [الراجز]

٢٦٣٦ ـ ليس الإمام بالشّحيح الملحد (١)

وقال غيره : «لحد : بمعنى : ركن وانضوى ، وألحد : مال وانحرف» قاله الكسائي ونقل عنه أيضا : ألحد : أعرض ، ولحد : مال.

قالوا : ولهذا وافق حمزة في النّحل إذ معناه : يميلون إليه.

وروى أبو عبيدة عن الأصمعي : «ألحد : مارى وجادل ، ولحد : حاد ومال».

فصل

ورجّحت قراءة العامّة بالإجماع على قوله : (بِإِلْحادٍ) [الحج : ٢٥].

وقال الواحديّ : ولا يكاد يسمع من العرب لاحد ، يعني : فامتناعهم من مجيء اسم فاعل الثلاثي يدلّ على قلّته وقد تقدم من كلامهم «لحده اللّاحد». ومعنى الإلحاد فيها أن اشتقّوا منها أسماء لآلهتهم فيقولون «اللّات» من لفظ الله ، و «العزّى» من لفظ العزيز ، و «مناة» من لفظ المنّان ، ويجوز أن يراد سمّوه بما لا يليق بجلاله ، مثل تسميته أبا للمسيح ، وكقول النصارى : أب ، وابن ، وروح القدس.

ثم قال : «سيجزون ما كانوا يعملون» وهذا تهديد ووعيد لمن ألحد في أسماء الله.

قوله تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِ) الآية.

«من» يجوز أن تكون موصولة أو نكرة موصوفة ، و «يهدون» صفة ل «أمّة».

وقال بعضهم : في الكلام حذف تقديره : وممّن خلقنا للجنّة ، يدلّ على ذلك ما ثبت لمقابلهم وهو قوله : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ).

فصل

المراد بالأمة العلماء.

قال عطاء عن ابن عبّاس : يريد أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهم المهاجرون والأنصار والتّابعون لهم بإحسان (٢).

__________________

(١) البيت لأبي نخيلة ، وقيل لغيره : ينظر الكتاب ٢ / ٣٧١ ، ابن يعيش ٣ / ١٢٤ ، الإنصاف ١ / ١٣١ ، الهمع ١ / ٦٤ ، الكشاف ٢ / ١٣٢ ، البحر ٤ / ٤١٧ ، الدر المصون ٣ / ٣٧٦.

(٢) ذكره الرازي في «تفسيره» (١٥ / ٦٠) عن ابن عباس.