وقال الواحديّ : كانت من زمردة.
وقيل : من زبرجدة خضراء ، وقيل : ياقوتة ، وقيل : من خشب سور الجنّة طول كل لوح اثني عشر ذراعا.
وقال وهب : من صخرة صمّاء ليّنها الله لموسى.
قيل : رفع سبعها وبقيت ستة أسباعها ، وكان في الذي رفع تفصيل كلّ شيء وفي الذي بقي الهدى والرحمة ، وليس في الآية ما يدلّ على شيء من ذلك ، ولا على كيفية الكتابة فإن ثبت في ذلك شيء بدليل منفصل قويّ وجب القول به ، وإلّا وجب السّكوت عنه. وأمّا قوله من كلّ شيء فليس على العموم ، بل المراد من كلّ شيء يحتاج موسى وقومه إليه في دينهم.
وقوله : (مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) فهو كالبيان للجملة التي قدمها بقوله : «من كلّ شيء» ثم قال : «فخذها بقوّة» أي : بعزيمة قوية ونيّة صادقة.
قوله : (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها). الظّاهر أنّ يأخذوا مجزوم جوابا للأمر في قوله وأمر ولا بدّ من تأويله ، لأنّه لا يلزم من أمره إيّاهم بذلك أن يأخذوا ، بدليل عصيان بعضهم له في ذلك ، فإنّ شرط ذلك انحلال الجملتين إلى شرط وجزاء.
وقيل : الجزم على إضمار اللّام تقديره : ليأخذوا ؛ كقوله : [الوافر]
٢٥٧٠ ـ محمّد تفد نفسك كلّ نفس |
|
إذا ما خفت من أمر تبالا (١) |
وهو مذهب الكسائي.
وابن مالك يرى جوازه إذا كان في جواب «قل» ، وهنا لم يذكر «قل» ، ولكن ذكر شيء بمعناه ؛ لأنّ معنى «وأمر» و «قل» واحد.
قوله : «بأحسنها» يجوز أن يكون حالا كما تقدّم في : «بقوّة» ، وعلى هذا فمفعول «يأخذوا» محذوف تقديره : يأخذوا أنفسهم ، ويجوز أن تكون الباء زائدة ، وأحسنها مفعول به ، والتقدير : يأخذوا أحسنها كقوله : [البسيط].
٢٥٧١ ـ .......... |
|
سود المحاجر لا يقرأن بالسّور (٢) |
وقد تقدّم تحقيقه في قوله تعالى : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة : ٩٥].
__________________
(١) البيت لأبي طالب في شرح شذور الذهب ص ٢٧٥ وله أو للأعشى في خزانة الأدب ٩ / ١١ ، وللأعشى أو لحسان أو لمجهول في الدرر ٥ / ٦١ ، / أسرار العربية ، ص ٣١٩ ، ٣٢١ ، الإنصاف ٢ / ٥٣٠ ، الجنى الداني ص ١١٣ ، رصف المباني ص ٢٥٦ ، صناعة الإعراب ١ / ٣٩١ ، شرح الأشموني ٣ / ٥٧٥ ، شواهد المغني ١ / ٥٩٧ ، شرح المفصل ٧ / ٣٥ ، ٦٠ ، ٦٢ ، ٩ / ٢٤ ، الكتاب ٣ / ٨ ، اللامات ص ٩٦ ، مغني اللبيب ١ / ٢٢٤ ، المقاصد النحوية ٤ / ٤١٨ ، المقتضب ٢ / ١٣٢ ، المقرب ١ / ٢٧٢ همع الهوامع ٢ / ٥٥.
(٢) تقدم.