٢٧٢٥ ـ لا تهين الفقير علّك أن |
|
تركع يوما والدّهر قد رفعه (١) |
أي : لا تهينن ، ونقل بعضهم : «ولا تحسب الذين» من غير توكيد ألبتّة ، وهذه القراءة بكسر الباء ، على أصل التقاء الساكنين.
قوله : «سبقوا» أي : فاتوا. نزلت في الذين انهزموا يوم بدر من المشركين ، فمن قرأ بالياء ، يقول : لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سابقين فائتين من عذابنا ، ومن قرأ بالتّاء فعلى الخطاب.
قوله (إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) قرأ ابن عامر (٢) بالفتح ، والباقون بالكسر. فالفتح إمّا على حذف لام العلة ، أي : لأنهم. واستبعد أبو عبيد وأبو حاتم قراءة ابن عامر ، ووجه الاستبعاد أنّها تعليل للنّهي ، أي : لا تحسبنّهم فائتين ؛ لأنّهم لا يعجزون ، أي : لا يقع منك حسبان لفوتهم ؛ لأنّهم لا يعجزون ، وإمّا على أنّها بدل من مفعولي الحسبان.
وقال أبو البقاء (٣) : «إنّه متعلق ب «حسب» ، إمّا مفعول ، أو بدل من سبقوا».
وعلى كلا الوجهين تكون «لا» زائدة ، وهو ضعيف ، لوجهين :
أحدهما : زيادة «لا».
والثاني : أن مفعول «حسب» إذا كان جملة ، وكان مفعولا ثانيا كانت «إنّ» فيه مكسورة ؛ لأنّه موضع ابتداء وخبر.
وقرأ العامة : «لا يعجزون» بنون واحدة خفيفة مفتوحة ، وهي نون الرفع. وقرأ ابن (٤) محيصن «يعجزوني» بنون واحدة ، بعدها ياء المتكلم ، وهي نون الوقاية ، أو نون الرفع ، وقد تقدّم الخلاف في ذلك في سورة الأنعام في : (أَتُحاجُّونِّي).
قال الزجاج : «الاختيار الفتح في النّون ، ويجوز كسرها ، على أنّ المعنى : لا يعجزونني وتحذف النون الأولى ، لاجتماع النونين» ؛ كما قال عمر بن أبي ربيعة : [الوافر]
٢٧٢٦ ـ تراه كالثّغام يعلّ مسكا |
|
يسوء الفاليات إذا فليني (٥) |
وقال متمم بن نويرة : [الكامل]
__________________
(١) تقدم برقم ٤٤٨.
(٢) ينظر : حجة القراءات ص (٣١٢) ، السبعة ص (٣٠٨) ، الحجة للقراء السبعة ٤ / ١٥٧ ، إعراب القراءات ١ / ٢٣٠ ، إتحاف ٢ / ٨٢.
(٣) ينظر : الإملاء لأبي البقاء ٢ / ٩.
(٤) ينظر : إعراب القراءات ١ / ٢٣٠ ، إتحاف ٢ / ٨٢ ، الحجة ١ / ٢٣٠ ، الكشاف ٢ / ٢٣١ ، المحرر الوجيز ٢ / ٥٤٥ ، البحر المحيط ٤ / ٥٠٦ ، الدر المصون ٣ / ٤٣٠ ـ ٤٣١.
(٥) البيت تقدم وهو لعمرو بن معد يكرب ، وليس لعمر بن أبي ربيعة ينظر : الكتاب ٣ / ٥٢٠ وشرح المفصل ٣ / ٩١ الهمع ١ / ٩٥ والعيني ١ / ٣٧٩.