وقال جابر : يبعثون على ما ماتوا عليه (١).
روى جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يبعث كلّ عبد على ما مات عليه ، المؤمن على إيمانه ، والكافر على كفره» (٢).
وقال أبو العالية : «عادوا على علمه فيهم» (٣).
وقال سعيد بن جبير : «كما كتب عليكم تكونون» (٤).
وقال محمد بن كعب : «من ابتدأ الله خلقه على الشّقوة صار إليها ، وإن عمل عمل أهل السّعادة ، كما أنّ إبليس كان يعمل بعمل أهل السّعادة ثم صار إلى الشّقاوة ، ومن ابتدأ خلقه على السّعادة صار إليها ، وإن عمل بأعمال أهل الشّقاوة ، كما أنّ السّحرة كانت تعمل بعمل أهل الشّقاوة فصاروا إلى السّعادة» (٥).
روى سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن العبد يعمل فيما يرى النّاس بعمل أهل الجنّة ، وإنّه من أهل النّار ، وإنّه ليعمل فيما يرى النّاس بعمل أهل النّار ، وإنما هو من أهل الجنّة ، وإنّما الأعمال بالخواتيم» (٦).
وقال الحسن ومجاهد : كما بدأكم وخلقكم في الدّنيا ولم تكونوا شيئا ، كذلك تعودون أحياء يوم القيامة ، كما قال : (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ)(٧) [الأنبياء : ١٠٤].
قال قتادة : هم من التّراب وإلى التّراب يعودون ، ونظيره : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ)(٨) [طه : ٥٥] ، واعلم أنّه تعالى أمر أولا بكلمة القسط وهي لا إله إلا الله ، ثم أمر بالصّلاة
ثانيا ، ثم بيّن أنّ الفائدة في الإتيان بهذه الأعمال إنما تظهر في الآخرة ، ونظيره قوله تعالى لموسى : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها) [طه : ١٤ ـ ١٥].
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٤٦٥) عن جابر.
(٢) أخرجه مسلم (٤ / ٢٢٠٦) كتاب الجنة : باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت حديث (٨٣ / ٣٨٧٨) وأحمد (٣ / ٣٣١ ، ٣٦٦) من حديث جابر.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٤٦٦).
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٤٦٦) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٤٤) وزاد نسبته لعبد بن حميد.
(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٤٦٦) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٤٤) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٦) أخرجه مسلم ١ / ١٠٦ كتاب الإيمان باب بيان غلظ تحريم النميمة (١٧٩ / ١١٢) من حديث سالم بن سعد.
(٧) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٤٦٧) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٤٤) وزاد نسبته لابن أبي شيبة وابن المنذر.
(٨) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٤٤) عن الربيع بن أنس بمعناه وعزاه لابن أبي حاتم.