ومنها علم الجنس :
كاسامة ، والمشهور انه موضوع للطبيعة لا بما هى هي ، بل بما هي متعينة بالتعيّن الذهنى ، ولذا يعامل معه معاملة المعرفة بدون أداة التعريف ، واستشكل على هذه المقالة شيخنا الاستاذ «قدسسره» بما محصله انه لو كان كذلك لما صح حمله على الافراد بلا تصرف وتجريد ضرورة ان المفهوم مع ملاحظة وجوده في الذهن كلى عقلى لا ينطبق على الخارج ، مع انا نرى صحة الحمل بلا عناية وتصرف اصلا ، مع ان وضعه لمعنى يحتاج الى تجريده عن الخصوصية عند الاستعمال لا يصدر عن جاهل فضلا عن الحكيم انتهى (١).
اقول : وفيما افاده نظر لا مكان دخل الوجود الذهنيّ على نحو المرآتية في نظر اللاحظ ، كما انه ينتزع الكلية عن المفاهيم الموجودة في الذهن لكن لا على نحو يكون الوجود الذهني ملحوظا للمتصور بالمعنى الاسمى ، اذ هي بهذه الملاحظة مباينة مع الخارج ولا تنطبق على شيء ، ولا معنى لكليّة شيء لا ينطبق على الخارج اصلا. اذا عرفت هذا فنقول : ان لفظ اسامة موضوع للاسد بشرط تعينه في الذهن على نحو الحكاية عن الخارج ، ويكون استعمال ذلك اللفظ في معناه بملاحظة القيد المذكور كاستعمال الالفاظ الدالة على المعانى الحرفية ، فافهم وتدبر.
ومنها النكرة : نحو رجل في قوله تعالى : (وَجاءَ رَجُلٌ)(٢) او قولنا جئنى برجل ، وقد يقال بجزئية الاول وكلية الثاني ، اما جزئية الاول فواضحة ، واما كلية الثاني فلان المادة تدل على الطبيعة الكلية والتنوين على مفهوم الوحدة وهو ايضا كلى ، وضم الكلى الى الكلى لا يصيره جزئيا ، فمعنى رجل على هذا طبيعة الرجل مع قيد الوحدة ، وهذا يصدق على افراد الطبيعة المقيدة في عرض واحد ،
__________________
(١) الكفاية : ج ١ ، ص ٣٧٩.
(٢) سورة القصص ، الآية ٢٠