الاستحباب كالصلاة في المسجد ونحوها هذا تمام الكلام في المقام وعليك بالتأمل التام.
[في تداخل الاسباب والمسببات]
ثم انه نسب الى بعض ان اجزاء غسل واحد عن الجنابة والجمعة انما هو بواسطة اجتماع الواجب والمندوب في فرد واحد فيكون من موارد اجتماع حكمين متضادين ، ومثله ما عن البعض من عد مطلق تداخل الاسباب كما في منزوحات البئر ونحوها من هذا القبيل ، ولا بأس بتحقيق مسألة الاسباب والمسببات في الجملة ليعرف ان الاستدلال بما ذكر مما لا وجه له.
اقول : اذا جعل الشارع طبيعة شيء سببا فلا يخلو هذا في نفس الأمر من وجوه :
احدها ان يكون السبب صرف الوجود لتلك الطبيعة اعنى حقيقتها التى هي في مقابل العدم الكلي ، وكذلك المسبب مثل ان يقول : اذا انتقض عدم النوم بالوجود يوجب انتقاض عدم الوضوء بالوجود.
وثانيها ان يكون الطبيعة باعتبار مراتب الوجود سببا لوجود طبيعة اخرى كذلك ، مثل قولك «النار سبب للحرارة» والمراد ان النار باعتبار مراتب الوجود سبب للحرارة كذلك ، بمعنى ان كل وجود ثبت للنار يؤثر في حرارة خاصّة.
وثالثها ان يعتبر في طرف السبب صرف الوجود وفي طرف المسبب مراتبه.
ورابعها العكس.
لا اشكال في ما اذا ثبت احد الوجوه ، لانه على الاول لا يكون السبب ولا المسبب قابلا للتكرار بداهة ان ناقض العدم لا ينطبق إلّا على اول الوجودات ان وجدت مرتّبة وعلى المجموع ان وجدت دفعة وعلى هذا لا يكون السبب الا واحدا وكذلك المسبب ، كما انه على الثاني يتكرر المسبّب بتكرر السبب بلا