وهل يكون هذا المفهوم مركبا من الذات وغيرها كما اشتهر في السنتهم من ان معنى الضارب مثلا ذات ثبت له الضرب ، وكذا باقى المشتقات ، أو لا يكون كذلك ، بل هو مفهوم واحد من دون اعتبار تركيب فيه ، وان جاز التحليل في مقام شرح المفهوم ، كما يصح ان يقال في مقام شرح مفهوم الحجر أنه شيء او ذات ثبت له الحجريّة.
الحق هو الثاني لانا بعد المراجعة الى انفسنا لا نفهم من لفظ ضارب مثلا الا معنى يعبر عنه بالفارسية ب «زننده» وبعبارة اخرى «داراى ضرب» ولا اشكال في وحدة هذا المفهوم الذي ذكرنا ، وان جاز في مقام الشرح ان يقال : اي شيء او ذات ثبت له الضرب ، وليس في باب فهم معاني الالفاظ شيء امتن من الرجوع الى الوجدان.
وقد استدل على عدم اعتبار الذات في مفهوم المشتق بما لا يخلو عن الاشكال :
قال السيد الشريف (١) في وجه عدم اعتبار الذات في مفهوم المشتقات على ما حكى عنه : إنها لو كانت ماخوذة فيها بمفهومها لزم دخول العرض العام في الفصل ، فان لفظ الناطق الذي يؤتى به في مقام ذكر فصل الانسان من المشتقات ، فلو اعتبر فيه مفهوم الذات لزم ما ذكر ، من دخول العرض العام في الفصل ، ولو كانت معتبرة بمصداقها لزم انقلاب مادة الامكان الخاص ضرورة ، فان الشيء الذي له الضحك هو الانسان وثبوت الشيء لنفسه ضروري. «هذا ملخّص ما افاده».
وفيه امكان اختيار الشق الاول والالتزام بان ما هو مفهوم لفظ الناطق ليس بفصل حقيقة ، إمّا بتجريد المفهوم عن الذات ثم جعله فصلا للانسان ، وإمّا بان ما هو فصل حقيقة غير معلوم ، وانما جعل هذا مكان الفصل لكونه من
__________________
(١) في حواشيه على شرح المطالع.