[في المطلق والمقيد](١)
فصل : فيما وضع له بعض الالفاظ
فمنها اسم الجنس كالانسان والبقر والفرس والضرب والضارب وغير ذلك ، مما هو نظيرها ، اعلم ان المفهوم العام قد ينقسم الى الاقسام الخارجية كقولنا الانسان اما ابيض واما اسود ، وقد ينقسم الى اقسام ذهنية كقولنا الانسان اما مطلق اي غير مشروط بشيء ، او مقيد بشيء ، او مقيد بعدم شيء ، والمقسم وان كان في الواقع القسم الاول من هذه الاقسام إلّا انه لم يلاحظ كيفية ثبوته في ذهن اللاحظ ، بل اخذ مرآة لما يتحقق في ذهن آخر ، وقد ينقسم الى موجود ومعدوم ، والموجود اعم من أن يكون في الذهن او في الخارج ، وكذلك المعدوم ، كما تقول الانسان اما موجود واما معدوم ، والموجود اما موجود في الذهن او في الخارج ، والموجود في الذهن اما كذا واما كذا ، والموجود في الخارج اما كذا واما كذا.
اذا عرفت هذا فنقول : الموضوع له في اسماء الاجناس هو المفهوم المعرى عن الوجود والعدم والذهن والخارج ، فضلا عن كيفية الوجود في الذهن من الاطلاق والتقييد ، وكيفية الوجود في الخارج من الطول والقصر والسواد والبياض ونحو ذلك ، والشاهد على ذلك هو الوجدان لحاكم بصحة تقسيم مفاد لفظ الانسان بنحو ما قسمناه اخيرا من دون عناية ، والله اعلم بالصواب.
__________________
(١) هذا البحث مما زيد على الكتاب في الطبعة الثالثة المنقحة في زمن المصنّف «قدسسره». «المصحح».