وهو يدخل الغذاء إلى جوفه (١٤١).
وتتميز نساؤهم ببدانة شديدة وبالسمنة ، ولكنهن غير بيضاوات كثيرا. ولهن كفل ناهد وسمين والثديان كذلك ، ولكن قوامهن دقيق للغاية (١٤٢) ، وهن سيدات لطيفات جدا.
وعند الحديث يمددن إليك أيديهن عن طيب خاطر. ويندفعن في الملاطفة أحيانا حتى السماح بتقبيلهن ، ولكن سيكون من الخطورة بمكان التمادي أكثر من ذلك ، لأن الرجال يقتتلون بلا رحمة مدفوعين بأسباب من هذا القبيل. وحول هذا الموضوع يظهرون أكثر تعقلا من بعض الناس منا. وهم يعزفون كل العزوف عن أن تظهر لهم قرون (١٤٣). وهو شعب مضياف جدا. ولا يستطيع إنسان أن يمر في مخيماتهم بسبب جفاف بقاعهم ، ولأنهم يتحاشون الطرق الرئيسية. ولكن القوافل التي تخترق صحاريهم مضطرة لدفع رسوم لأمرائهم ، وهي عبارة عن قطعة قماش ، تبلغ قيمتها دينارا واحد عن كل حمل جمل (١٤٤).
وقد مررت من هناك قبل بضعة أعوام ضمن قافلة مع مسافرين آخرين (١٤٥) ، وعندما بلغنا سهل أروان ، قدم أمير زناقه لملاقاتنا مصحوبا بخمسمائة رجل ، وكلهم على
__________________
(١٤١) لقد سردت أساطير عديدة حول قضية اللثام الذي يدعى بالبربرية تاغلموست. وكلها تكون أيضا اعتباطية وغير مقنعة. وسيكون من نافلة القول سردها جميعا. والطوارق أنفسهم يجهلون أصله ، ويظهر أنه لدفع أمر محرم حقيقي ألا وهو الفم أمام المرأة والأشخام المحترمين ، ولا يعرف العصر الذي شاع فيه استعماله ، ولا يشير المؤرخون القدامى إلى ذلك باستثناء كوريبوس الذي يقول ، في معرض كلامه عن الجتول ، إن لهم لثاما لستر وجوههم الشنيعة. وعلى خلاف ذلك فإن أوائل الرحالة العرب الذين توغلوا إلى غرب الصحراء الكبرى مثل ابن حوقل والبكري الخ يشيرون إلى ذلك. وعند ما يبلغ الولد سن البلوغ يبدأ وضع اللثام ويكون ذلك مناسبة لاحتفال عائلي صغير. فحتى ذلك الحين كان يعتبر طفلا ، ولكن لبس اللثام يدخله في عداد الأشخاص الكبار ويمنحه كل المزايا المترتبة على ذلك. وابتداء من ذلك الحين يستطيع أن يشترك في حملات الغزو وأن يتردد على النساء. وهناك مراجع عديدة بالفرنسية يمكن الرجوع إليها حول هذا الموضوع مذكورة بالنسخة الفرنسية.
(١٤٢) من المعروف أن النساء الموريتانيات والطوارق ، وبشكل خاص بين القبائل الأرستقراطية ، يلجأون عمدا للسمنة ، لأن البدانة تعتبر شيئا مرغوبا جدا بالنسبة للمرأة. ولتحقيق هذا الهدف يخضعن منذ الصغر إلى تغذية مفرطة ولا سيما من الحليب والدقيق ـ ه. ل HL
(١٤٣) تعبير لا يزال دارجا في بعض البلاد الأوربية والعربية ويقصد به الرجل الديوث. وهذا طابع مميز للأخلاق لدى الطوارق. ومن عاداتهم أن الرجال يستطيعون زيارة النساء بكل حرية ، حتى المتزوجات ، وأن يقوموا بنوع من مغازل خفيفة ، ولكن لا يجوز مطلقا أن يصل الأمر إلى اتصال جنسي ، خشية وقوع عقوبات قاسية صارمة ، قد تصل إلى الإعدام ، لا سيما بالنسبة للذين يضبطون متلبسين بهذا الجرم. ه. ل H.L
(١٤٤) هذه القطعة من القماش التي تبلغ قيمتها دينارا واحد تقريبا في مختلف العملات الأوربية ، والتي كانت تستخدم كعملة في الصحراء الكبرى ، كانت تدعى بوردا بالفرنسية.
(١٤٥) وربما كان ذلك في أثناء رحلته الثانية التي قام بها المؤلف إلى تومبوكتو في عام ١٥١٢ م أو ٩١٨ ه.