والمروي في مجالس أبي علي ولد شيخنا الطوسي رحمه الله : « فانظر إلى الوضوء فإنه من تمام الصلاة ، تمضمض ثلاث مرّات ، واستنشق ثلاثاً » (١) .
والنبوي في ثواب الأعمال مسنداً : « ليبالغ أحدكم في المضمضة والاستنشاق ، فإنه غفران لكم ومنفرة للشيطان » (٢) .
وفي الخصال في حديث الأربعمائة : « المضمضة والاستنشاق سنّة وطهور للفم والأنف » (٣) .
وقصور أسانيدها كغيرها منجبر بالشهرة وأدلّة المسامحة في أدلّة السنن والكراهة .
خلافاً للعماني ، فليسا بفرض ولا سنّة (٤) ، وله شواهد من الأخبار (٥) ؛ لكنها ـ ككلامه ـ محتملة للتأويل القريب بحمل السنّة المنفية فيها على الواجبة النبوية ، ولعلّ سياقها شاهد عليه ، مضافاً إلى عدم ثبوت كونها فيها وفي كلامه حقيقة في المعنى المصطلح .
وعن أمالي الصدوق : أنهما مسنونان خارجان من الوضوء ، لكونه فريضة كلّه (٦) ، وحمل الأخبار عليه غير بعيد .
ومقتضى الخبر الأول كالترتيب الذكري في غيره : تقديم الأول ، كما عن الوسيلة والتحرير والتذكرة ونهاية الإِحكام والذكرى والنفلية والجامع والمقنعة
____________________
(١) أمالي الطوسي : ٢٩ ، الوسائل ١ : ٣٩٧ أبواب الوضوء ب ١٥ ح ١٩ .
(٢) ثواب الأعمال : ١٩ ، الوسائل ١ : ٤٣٢ أبواب الوضوء ب ٢٩ ح ١١ .
(٣) الخصال : ٦١٠ / ١٠ ، الوسائل ١ : ٤٣٣ أبواب الوضوء ب ٢٩ ح ١٣ .
(٤) نقله عنه في المختلف : ٢١ .
(٥) الوسائل ١ : ٤٣١ أبواب الوضوء ب ٢٩ ح ٥ و ٦ .
(٦) لم نعثر عليه في الأمالي أو محكيّه ، نعم وجدناه في الهداية : ١٧ .